للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

من مكة"، قال في "الفتح": ظاهر هذه القصة أن ذلك كان حين أراد في دخول مكة، ويزيده وضوحًا رواية زَمْعة بن صالح، عن الزهريّ، بلفظ: "لما كان يومُ الفتح قبل أن يدخل النبيّ - صلى الله عليه وسلم - مكة قيل: أين تنزل؟ أفي بيوتكم؟ .. " الحديث، وروى عليّ ابن المدينيّ، عن سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن محمد بن عليّ بن حسين، قال: قيل للنبيّ - صلى الله عليه وسلم - حين قدم مكة: أين تنزل؟ قال: "وهل ترك لنا عقيل من طَلّ؟ قال علي ابن المدينيّ: ما أشكّ أن محمد بن عليّ بن الحسين أخذ هذا الحديث عن أبيه، لكن في حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - أنه - صلى الله عليه وسلم - قال ذلك حين أراد أن ينفر من منى، فَيُحْمَل على تعدد القصة. انتهى (١).

وقوله: (فِي دَارِكَ بِمَكَّةَ؟) قال القاضي عياض -رحمه الله-: لعله أضاف الدار إليه - صلى الله عليه وسلم -؛ لسكناه إياها مع أن أصله كان لأبي طالب؛ لأنه الذي كفله، ولأنه أكبر ولد عبد المطلب، فاحتوى على أملاك عبد المطلب، وحازها وحده؛ لسنّه على عادة الجاهلية، قال: ويَحْتَمِل أن يكون عَقِيل باع جميعها، وأخرجها عن أملاكهم، كما فعل أبو سفيان وغيره بدور من هاجر من المؤمنين، قال الداوديّ: فباع عَقيل جميع ما كان للنبيّ - صلى الله عليه وسلم -، ولمن هاجر من بني عبد المطلب. انتهى (٢).

(فَقَالَ) - صلى الله عليه وسلم - ("وَهَلْ تَرَكَ لَنَا عَقِيلٌ) بفتح، فكسر، هو عَقِيل بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم الهاشميّ، أبو يزيد، وقيل: أبو عيسى، أسلم قبل الحديبية، وشَهِد غزوة مؤتة، وكان أسنّ من جعفر بعشر سنين، وكان جعفر أسنّ من عليّ بعشر سنين، وكان عَقِيل من أنسب قريش وأعلمهم بأيامها، روى عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، وعنه ابنه محمد، وحفيده عبد الله بن محمد بن عَقِيل، وعطاء، وأبو صالح السمان، وموسى بن طلحة، والحسن البصريّ ومالك بن أبي عامر الأصبحيّ.


(١) "الفتح" ٤/ ٥٠٢.
(٢) راجع: "شرح النوويّ" ٩/ ١٢٠.