بالكذب، وقيل: لضربه نواحي الأرض، وقيل: بل قيل ذلك؛ لأنه يغطي الأرض، فرجع إلى الأول، وقال القرطبي في "التذكرة": اختُلِف في تسميته دجالًا على عشر أقوال، وقال صاحب "القاموس": إنه اجتمع له من الأقوال في سبب تسميته الدجال المسيح خمسون قولًا، كذا في الفتح، وسيأتي تمام البحث فيه في أواخر الكتاب حيث يذكر المصنّف -رَحِمَهُ اللَّهُ- أحاديث الدجّال -إن شاء اللَّه تعالى-.
وفي هذا الحديث بيان فضل المدينة، وفضل سكناها؛ إذ لا يدخلها الطاعون، ولا الدجال، وهو رأس الفتنة، وأنه يطأ الأرض كلها، ويدخلها حاشا المدينة، ويُروى في غير هذا الحديث أنه لا يدخل مكة ولا المدينة، واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.
مسألتان تتعلّقان بهذا الحديث:
(المسألة الأولى): حديث أبي هريرة -رضي اللَّه عنه- هذا متّفقٌ عليه.
(المسألة الثانية): في تخريجه:
أخرجه (المصنّف) هنا [٨٤/ ٣٣٥١](١٣٧٩)، و (البخاريّ) في "الحجّ"(١٨٨٠) و"الطبّ"(٥٧٣١) و"الفتن"(٧١٣٣)، و (النسائيّ) في "الكبرى"(٢/ ٤٨٥ و ٤/ ٣٦٣)، و (مالك) في "الموطّإ"(٢/ ٨٩٢)، و (أحمد) في "مسنده"(٢/ ٢٣٧ و ٣٧٥ و ٣٧٨ و ٤٨٣)، و (أبو عوانة) في "مسنده"(٢/ ٤٤٢)، و (أبو نعيم) في "مستخرجه"(٤/ ٤٧)، و (أبو يعلى) في "مسنده"(٢/ ١٢٩)، واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.
وبالسند المتّصل إلى الإمام مسلم بن الحجاج -رَحِمَهُ اللَّهُ- المذكور أولَ الكتاب قال: