للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

"الكبرى" (١٠٩٤٤)، و (أبو عوانة) في "مسنده" (٣٠)، و (ابن منده) في "الإيمان" (٦٦ و ٦٧ و ٦٨ و ٦٩ و ٧٠ و ٧١ و ٧٢ و ٧٣)، والله تعالى أعلم.

(المسألة الثالثة): في فوائده:

١ - (منها): بيان أن من مات يشرك بالله تعالى شيئًا دخل النار، ومن مات لا يشرك به شيئًا دخل الجنّة، فالإيمان سبب في دخول الجنّة، وهو وجه المطابقة في إيراده في "كتاب الإيمان".

٢ - (منها): أن فيه دلالة على أن ابن مسعود - رضي الله عنه - كان يقول بدليل الخطاب، ويحتمل أن يكون أخذه من ضرورة انحصار الجزاء في الجنة والنار، كما سبق تحقيقه.

٣ - (ومنها): أن فيه إطلاق الكلمة على الكلام، حيث قال ابن مسعود - رضي الله عنه - كما في رواية: "كلمتان سمعت إحداهما من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، والأخرى أنا أقولها" … ثم ذكره، وإطلاق الكلمة على الكلام كثير شائع في كلام العرب، فقد وقع في قوله تعالى: {كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا} [المؤمنون: ١٠٠] إشارة إلى قوله: {رَبِّ ارْجِعُونِ} [المؤمنون: ٩٩]، وقولهم: "لا إله إلا الله" كلمة "الإخلاص"، وقوله - صلى الله عليه وسلم -: "أصدق كلمة قالها شاعر" كلمة لبيد:

أَلَا كُلُّ شَيْءٍ مَا خَلَا اللهَ بَاطِلٌ (١)

وإلى هذا أشار ابن مالك رحمه الله تعالى في "الخلاصة" حيث قال:

وَاحِدُهُ كَلِمَةٌ وَالْقَوْلُ عَمْ … وَكِلْمَةٌ بِهَا كَلَامٌ قَدْ يُؤَمْ

٤ - (ومنها): أن حكمه - صلى الله عليه وسلم - بدخول النار على من مات يُشرك بالله شيئًا


(١) أخرجه الإمام أحمد رحمه الله تعالى في "مسنده" (٩٦٩٤)، فقال:
حدثنا عبد الرحمن - هو ابن مهديّ - عن سفيان، قال: حدثنا عبد الملك بن عُمير، قال: حدثنا أبو سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أصدق كلمة قالها شاعر كلمة لبيد:
أَلَا كُل شَيْءٍ مَا خَلَا اللهَ بَاطِلٌ
وكاد أمية بن أبي الصَّلْت أن يُسْلِمَ". وهو حديث صحيح، وأخرجه أيضًا ابن ماجه في "سننه" (٣٧٤٧).