رَوَى عن أبيه، وأبي أُسيد، وأبي حُميد الساعديين، وأبي هريرة، وسعيد بن زيد بن عمرو بن نُفيل، وعبد اللَّه بن الزبير، وغيرهم.
وروى عنه ابناه: أُبَيّ، وعبد المهيمن، وعمرو بن يحيى بن عُمارة، وعبد الرحمن بن سليمان ابن الْغَسيل، وعُمارة بن غَزِيّة، وابن إسحاق، وغيرهم.
قال ابن معين، والنسائيّ: ثقةٌ، وقال ابن سعد: كان ثقةٌ قليل الحديث، وذكره ابن حبان في "الثقات".
قال الهيثم بن عديّ: تُوُفِّي بالمدينة زمن الوليد بن عبد الملك، قال الحافظ المزيّ: كذا قال، والأشبه أن يكون زمن الوليد بن يزيد بن عبد الملك، وذلك قريب من سنة عشرين ومائة.
وقال الحافظ: قد أَرَّخ وفاته في زمن الوليد بن عبد الملك، كما قال الهيثم محمدُ بن سعد، عن شيخه الواقديّ وغيره، وخليفة بن خياط، ويعقوب بن سفيان، وابن حبان، وزاد: سنة تسعين، وزاد: ابن سعد: وُلِد في عهد عمر، وقُتل عثمان، وهو ابن خمسة عشر سنة، وكان منقطعًا إلى ابن الزبير. انتهى.
أخرج له البخاريّ، والمصنّف، وأبو داود، والترمذيّ، وابن ماجه، وله في هذا الكتاب حديثان فقط، هذا برقم (١٣٩٢)، وأعاده في "كتاب الفضائل"، وحديث (١٦١٠): "من اقتطع شبرًا من الأرض ظلمًا طَوَّقه اللَّه إياه يوم القيامة من سبع أرضين".
٥ - (أَبُو حُمَيْدٍ) الساعديّ الصحابيّ المشهور، واسمه المنذر بن سعد بن المنذر، أو ابن مالك، وقيل: اسمه عبد الرحمن، وقيل: عمرو، شَهِدَ أُحُدًا وما بعدها، وعاش إلى خلافة يزيد سنة ستين (ع) تقدم في "الصلاة" ١٧/ ٩١٦.
شرح الحديث:
(عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ) الساعديّ، قد تقدّم آنفًا الخلاف في اسمه، أنه (قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ) تقدّم أنها كانت في رجب سنة تسع من الهجرة، فصالح النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- أهلها من غير قتال، وقوله:(وَسَاقَ الْحَدِيثَ) الظاهر