للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

رجال هذا الإسناد:

كلّهم ذُكروا في الإسنادين الماضيين.

وقوله: (دَخَلْتُ أَنَا وَعَمِّي عَلْقَمَةُ وَالْأَسْوَدُ) قال النوويّ - رحمه الله -: هكذا هو في جميع النسخ، وهو الصواب، قال القاضي عياض: ووقع في بعض الروايات: "أنا وعمّاي علقمة والأسود"، وهو غلطٌ ظاهرٌ؛ لأن الأسود أخو عبد الرحمن بن يزيد، لا عمّه، وعلقمة عمهما جميعًا، وهو علقمة بن قيس. انتهى (١).

وقوله: (فَذَكَرَ حَدِيثًا) الحديث هو ما بيّنه بقوله: "قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلخ".

وقوله: (رُئِيتُ إلخ) بالبناء للمفعول؛ أي: ظننت، قال النوويّ - رحمه الله -: هكذا هو في كثير من النسخ، وفي بعضها: "رأيت"، وهما صحيحان، الأول من الظنّ، والثاني من العلم. انتهى (٢).

والمعنى: أن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - لما دخل عليه عبد الرحمن بن يزيد، وأخوه الأسود بن يزيد، وعلقمة بن قيس ذكر حديثًا، وهو قوله - صلى الله عليه وسلم -: "من استطاع منكم الباءة إلخ"، فظنّ عبد الرحمن أن ابن مسعود - رضي الله عنه - إنما ذكر ذلك الحديث من أجله؛ لكونه شابًّا، فكأنه يشير عليه إن كان مستطيعًا للنكاح أن يتزوج، وإلا أن يصوم؛ لأن الشباب مظنّة شدّة الشهوة، فيُخشى منهم أن يقعوا في محظور، ولذا قال: فلم ألبث أن تزوّجت، والله تعالى أعلم.

[تنبيه]: رواية الأعمش، عن عُمارة بن عُمير هذه ساقها أبو نعيم - رحمه الله - في "مستخرجه" ٤/ ٦٤ فقال:

(٣٢٣٧) -حدّثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن يوسف الصرصريّ، ثنا يوسف القاضي، ثنا أبو الربيع الزهرانيّ، قال: ثنا جرير بن عبد الحميد، عن الأعمش، عن عُمارة بن عُمير، عن عبد الرحمن بن يزيد، قال: دخلت أنا والأسود، وعمي علقمةُ على عبد الله، وأنا يومئذ شابٌّ فذكر حديثًا رُئيت أنه حَدَّث به من أجلي، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يا معشر الشباب، من استطاع


(١) "شرح النوويّ" ٩/ ١٧٥.
(٢) "شرح النوويّ" ٩/ ١٧٥ - ١٧٦.