وقوله:(كُلُّهُمْ عَنْ أَبِي حَازِمٍ) يعني أن كلّ هؤلاء الأربعة، وهم: حمّاد بن زيد، وسفيان بن عيينة، والدراورديّ، وزائدة رووا هذا الحديث عن أبي حازم، عن سهل بن سعد - رضي الله عنهما -.
وقوله:(فعَلِّمْها من القرآن) يعني به السُّوَر التي عدَّدها له، وأخبره أنه يحفظها، وهو بمعنى قوله في الرواية الأخرى:"بما معك من القرآن"، والله أعلم (١).
[تنبيه]: رواية حمّاد بن زيد، عن أبي حازم، ساقها البخاريّ - رحمه الله -، فقال:
(٥٠٢٩) - حدّثنا عمرو بن عون، حدّثنا حمّاد، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد، قال:
أتت النبيّ - صلى الله عليه وسلم - امرأة، فقالت: إنها قد وهبت نفسها لله ولرسوله - صلى الله عليه وسلم -، فقال:"ما لي في النساء من حاجة"، فقال رجل: زوّجنيها، قال:"أعطها ثوبًا"، قال: لا أجد، قال:"أعطها، ولو خاتمًا من حديد"، فاعتلّ له، فقال:"ما معك من القرآن؟ "، قال: كذا، وكذا، قال:"فقد زوجتكها بما معك من القرآن". انتهى.
ورواية سفيان بن عيينة، عن أبي حازم ساقها البخاريّ - رحمه الله - أيضًا، فقال:
(٥١٤٩) - حدّثنا عليّ بن عبد الله، حدّثنا سفيان، سمعت أبا حازم يقول: سمعت سهل بن سعد الساعديّ يقول: إني لفي القوم عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، إذ قامت امرأة، فقالت: يا رسول الله إنها قد وهبت نفسها لك، فَرَ فيها رَأْيَكَ، فلم يُجبها شيئًا، ثم قامت، فقالت: يا رسول الله إنها قد وهبت نفسها لك، فَرَ فيها رَأْيَكَ، فلم يجبها شيئًا، ثم قامت الثالثة، فقالت: إنها قد وهبت نفسها لك، فَرَ فيها رَأْيَكَ، فقام رجل: فقال: يا رسول الله أنكحنيها، قال:"هل عندك من شيء؟ "، قال: لا، قال: