للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الكوفيّ، نزيل مكة، ثم دمشق، ثقةٌ حافظ، كان يدلّس أسماء الشيوخ [٨] (ت ١٩٣) (ع) تقدم في "الإيمان" ٨/ ١٣٨.

٣ - (يَزِيدُ بْنُ كَيْسَانَ) اليشكريّ، أبو إسماعيل، أو أبو مُنين الكوفيّ، صدوقٌ يخطئ [٦] (بخ م ٤) تقدم في "الإيمان" ٩/ ١٤٢.

٤ - (أَبُو حَازِمٍ) سلمان الأشجعيّ، مولى عزّة الأشجعيّة الكوفيّ، ثقةٌ [٣] مات على رأس المائة (ع) تقدم في "الإيمان" ٩/ ١٤٢.

و"أبو هريرة" - رضي الله عنه - ذُكر قبله.

وقوله: (وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ) هو قَسَمٌ بالله تعالى، أي والذي هو مالك، أو قادر عليها، ففيه دليلٌ أن الحلف بالألفاظ المبهمة المراد بها اسم الله تعالى يمينٌ جائزة، حكمها حكم الأسماء الصريحة على ما يأتي، قاله القرطبيّ - رحمه الله - (١).

قال الجامع عفا الله عنه: وفيه أيضًا إثبات صفة اليد لله تعالى على ما يليق بجلاله سبحانه، والله تعالى أعلم.

وقوله: (إِلَّا كَانَ الّذِي فِي السَّمَاءِ) يعني الملائكة، كما فسّرت الرواية السابقة، واللاحقة، قال القرطبيّ: ظاهره أن المراد به الله تعالى، ويكون معناه بمعنى قوله تعالى: {أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ} [الملك: ١٦]، ويَحْتَمِل أن يراد به هنا الملائكة، كما جاء في الرواية الأخرى: "لعنتها الملائكة حتى تصبح". انتهى (٢).

وقال ابن العربيّ: قوله: "الذي في السماء" يعني في العلوّ والجلال؛ لأن الله تعالى لا يحويه مكان، فكيف يكون محاطًا به فيه؟ وهذا كرضاه بجواب الجارية السوداء حين سألها أين الله؟، فأشارت إلى السماء، تعني به الجلال والرفعة. انتهى (٣).

قال الجامع عفا الله عنه: هذا الذي قاله ابن العربيّ من تأويل قوله: "الذي في السماء" من أن المراد به العلو والرفعة، يريد به نفي إثبات صفة علوّه


(١) "المفهم" ٤/ ١٦٠.
(٢) "المفهم" ٤/ ١٦١.
(٣) "شرح الأبيّ" ٤/ ٦٢.