للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

النَّجّار، وقيل: من بني عديّ بن النجار، شهد بدرًا، وما بعدها، وكان شاعرًا، قال ابن عبد البرّ: لم يُختلف في شهوده بدرًا.

روى عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، وعن أبي أيوب، وروى عنه محمد بن كعب القُرَظيّ، ومحمد بن قيس المدنيّ، وعبد الله بن مُحيريز، وزياد بن نعيم الحضرميّ، ولؤلؤة مولاة الأنصار، وصحح الحافظ أبو أحمد الدمياطيّ أن اسمه قيس بن صِرْمة بن أبي صِرْمة بن مالك بن عديّ بن النّجّار، وكذا نسبه ابن الْبَرْقيّ، وابن قانع، وذكره محمد بن الربيع الْجِيزيّ فيمن قَدِم مصر من الصحابة، وأما ابن إسحاق، وموسى بن عقبة، والواقديّ، وأبو معشر، فلم يذكروه في البدريين، قال الحافظ: فيُحَرَّر قول ابن عبد البرّ. انتهى (١).

تفرّد به البخاري في "الأدب المفرد"، والمصنّف، وله عنده في هذا الكتاب حديث واحد، سيأتي في "كتاب التوبة" برقم (٢٧٤٨): "لولا أنكم تُذنبون لخلق الله خلقًا يُذنبون، فيغفر لهم"، وأعاده بعده بلفظ: "لو أنكم لم تكن لكم ذنوبٌ، يغفرها الله لكم، لجاء الله بقوم لهم ذنوب يغفرها لهم".

(عَلَى أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ) - رضي الله عنه - (فَسَأَلَهُ أَبُو صِرْمَةَ) وفي رواية للبخاريّ في "المغازي" عن محمد بن يحيى بن حبان، عن ابن مُحيريز، أنه قال: "دخلت المسجد، فرأيت أبا سعيد الخدريّ، فجلست إليه، فسألته عن العزل"، وقد وقع في رواية للنسائيّ من طريق الضحاك بن عثمان، عن محمد بن يحيى، عن ابن مُحيريز، عن أبي سعيد، وأبي صِرْمة قالا: أصبنا سبايا. . .، والمحفوظ الأول (٢).

وقوله: (فَقَالَ) تفسير وبيان للسؤال (يَا أَبَا سَعِيدٍ، هَلْ سَمِعْتَ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَذْكُرُ الْعَزْلَ؟) أي نَزْعَ الذَّكَر من الفرج بعد الإيلاج؛ ليُنزل خارجه، والمراد بيان حكمه (فَقَالَ) أبو سعيد - رضي الله عنه - (نَعَمْ) أي سمعته - صلى الله عليه وسلم - يذكره، ثم بيّن كيفيّة سماعه، فقال: (غَزَوْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - غَزْوَةَ بَلْمُصْطَلِقِ) منحوت من بني الْمُصْطَلِق، كما يقال: بلعنبر، أي بني العنبر، وهي غزوة الْمُريسيع، قال القاضي عياض: قال أهل الحديث: هذا أولى من رواية موسى بن عقبة أنه كان


(١) "تهذيب التهذيب" ٤/ ٥٤٠.
(٢) "الفتح" ١١/ ٦٤٦.