[تنبيه]: قوله: (وَذَكَرَ أَشْيَاءَ، هَذَا فِيهِ) قد تقدّم في شرح حديث أول الباب ما يوضّح تلك الأشياء مما أخرجه ابن حبّان في "صحيحه" مطوّلًا.
وأخرج أيضًا، فقال ٧/ ٢١٢:
(٢٩٤٩) - أخبرنا أبو يعلى، قال: حدّثنا إبراهيم بن الحجاج الساميّ، وأخبرنا ابن خزيمة، قال: حدّثنا يعقوب بن إبراهيم الدَّوْرَقيّ، قال: حدّثنا يزيد بن هارون، قال يزيد: أخبرنا، وقال إبراهيم: حدّثنا حماد بن سلمة، عن ثابت البنانيّ، عن ابن عمر بن أبي سلمة، عن أبيه، عن أم سلمة، قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من أصابته مصيبة، فليقل: إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم عندك أحتسب مصيبتي، فأْجُرْني فيها، وأبدلني بها خيرًا منها"، فلما مات أبو سلمة قلتها، فجعلت كلما بلغت "أبدلني خيرًا منها"، قلت في نفسي: ومن خيرٌ من أبي سلمة؟ فلما انقضت عدتها، بعث إليها أبو بكر يخطبها، فلم تَزَوَّجه، ثم بعث إليها عمر يخطبها، فلم تَزَوَّجه، فبعث إليها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عمر بن الخطاب يخطبها عليه، قالت: أخبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أني امرأة غَيْرَى، وأني امرأة مُصْبِيَةٌ، وليس أحد من أوليائي شاهدًا، فأتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فذكر ذلك له، فقال: ارجع إليها، فقل لها:"أما قولك: إني امرأة غَيْرَى، فأسأل الله أن يذهب غيرتك، وأما قولك: إني امرأة مُصْبِيَةٌ، فتُكْفَيْنَ صبيانك، وأما قولك: إنه ليس أحدٌ من أوليائك شاهدٌ، فليس من أوليائك شاهدٌ ولا غائبٌ يكره ذلك"، فقالت لابنها: يا عمر، قُمْ فزوّج رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فزوّجه، فكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأتيها؛ ليدخل بها، فإذا رأته أخذت ابنتها زينب، فجعلتها في حجرها، فينقلب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فعَلِم بذلك عمار بن ياسر، وكان أخاها من الرضاعة، فجاء إليها، فقال: أين هذه المقبوحة التي قد آذيتِ بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ فأخذها، فذهب بها، فجاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فدخل عليها، فجعل يضرب ببصره في جوانب البيت، وقال:"ما فعلت زينب؟ "، قالت: جاء عمار، فأخذها، فذهب بها، فبنى بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقال:"إني لا أنقصك مما أعطيتُ فلانة: رحائين، وجَرّتين، ومِرْفقة حَشْوُها لِيفٌ - وقال -: إن سبّعت لك سبّعت لنسائي". انتهى، والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.