للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

"تهذيب التهذيب"، و"التقريب"، حيث قال: وتوفيت سنة إحدى وخمسين، وقيل: سنة ثلاث وستّين. وقيل: سنة ستّ وستّين، قال: والقول الأول هو الصحيح، وأما الأخيران، فغلط بلا ريب، فقد صحّ من حديث يزيد بن الأصمّ، قال: دخلت على عائشة بعد وفاة ميمونة، فقالت: كانت من أتقانا، انتهى.

قال: وأما قوله: "وماتت بالمدينة"، فقد تكلّم عليه عياض، فقال: ظاهره أنه أراد ميمونة، وكيف يلتئم مع قوله في أول الحديث: إنها ماتت بسرف، وسرف من مكة بلا خلاف، فيكون قوله: "بالمدينة" وَهَمًا.

قال الحافظ: ويَحْتَمِل أن يريد بالمدينة البلد، وهي مكّة، والذي في أول الحديث أنهم حضروا جنازتها بسرف، ولا يلزم من ذلك أنها ماتت بسرف، فيَحْتَمِل أن تكون ماتت داخل مكة، وأوصت أن تُدفن بالمكان الذي دخل بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيه، فنفّذ ابن عباس وصيّتها، ويؤيّد ذلك أن ابن سعد لما ذكر حديث ابن جريج هذا قال بعده: وقال غير ابن جريج في هذا الحديث: توفّيت بمكة، فحملها ابن عبّاس حشى دفنها بسرف. انتهى (١)، والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.

مسائل تتعلّق بهذا الحديث:

(المسألة الأولى): حديث ابن عبّاس - رضي الله عنهما - هذا متّفق عليه.

(المسألة الثانية): في تخريجه:

أخرجه (المصنّف) هنا [١٤/ ٣٦٣٣ و ٣٦٣٤] (١٤٦٥)، و (البخاريّ) في "النكاح" (٥٠٦٧)، و (النسائيّ) في "النكاح" (٦/ ٥٣) و"الكبرى" (٣/ ٢٥٨ و ٥/ ٢٩٣)، و (عبد الرزّاق) في "مصنّفه" (٣/ ٤٤٢)، و (أحمد) في "مسنده" (١/ ٢٣١ و ٣٤٨ و ٣٤٩)، و (ابن راهويه) في "مسنده" (٤/ ٢٢٥)، و (أبو عوانة) في "مسنده" (٣/ ١٣٣)، و (أبو نعيم) في "مستخرجه" (٤/ ١٣٧)، و (الطبرانيّ) في "الكبير" (١١/ ١٨٠)، و (البيهقيّ) في "الكبرى" (٤/ ٢٢)، والله تعالى أعلم.


(١) "الفتح" ١١/ ٣٢٩ - ٣٣١.