لأنها مُعينة على أمور الآخرة، قال القرطبيّ - رحمه الله -: هي الصالحة في دينها، ونفسها، والمصلحة لحال زوجها، وهذا كما قال في الحديث الآخر:"ألا أُخبركم بخير ما يَكنُزُ المرء؟ "، قالوا: بلى، قال:"المرأة الصالحة، التي إذا نظر إليها سرّته، وإذا غاب عنها حفظته، وإذا أمرها أطاعته"(١).
قال الطيبيّ - رحمه الله -: وقيّد بالصالحة إيذانًا بأنها شرٌّ لو لم تكن على هذه الصفة. انتهى، والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.
مسائل تتعلّق بهذا الحديث:
(المسألة الأولى): حديث عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - هذا من أفراد المصنّف - رحمه الله -.
(المسألة الثانية): في تخريجه:
أخرجه (المصنّف) هنا [١٦/ ٣٦٤٣](١٤٦٧)، و (النسائيّ) في "النكاح"(٦/ ٦٩)، و"الكبرى"(٣/ ٢٧١)، و (ابن ماجه) في "النكاح"(١٨٥٥)، و (أحمد) في "مسنده"(٢/ ٤٤٩ و ٤٩٧)، و (الطبرانيّ) في "الأوسط"(٨/ ٢٨١)، و (عبد بن حميد) في "مسنده"(١/ ١٣٣)، و (ابن حبّان) في "صحيحه"(٤٠٣١)، و (أبو عوانة) في "مسنده"(٣/ ١٤٣)، و (أبو نعيم) في "مستخرجه"(٤/ ١٤١)، و (البيهقيّ) في "الكبرى"(٧/ ٨٠)، و"الصغرى"(٦/ ٨٢)، و (البغويّ) في "شرح السنّة"(٢٢٤١)، والله تعالى أعلم.
(المسألة الثالثة): في فوائده:
١ - (منها): بيان فضل المرأة الصالحة.
٢ - (ومنها): أن فيه الحثّ على البحث عن المرأة الصالحة؛ إذ هي أفضل متاع الدنيا، فينبغي للعاقل البحث، والتنقيب عنها؛ لتتكامل له الحياة المرضيّة التي تتّصل بالحياة الأبديّة، والسعادة السرمديّة.
٣ - (ومنها): أن فيه الحثَّ على الزهد في الدنيا، حيث إنها متاعٌ قليلٌ
(١) حديث ضعيف، أخرجه أبو داود برقم (١٦٦٤) ورجال إسناده ثقات، وضعّفه الشيخ الألباني - رحمه الله -. راجع: "ضعيف سنن أبي داود" ٢/ ١٢٦.