للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

خيانة له، وأما من جاء بعدها من النساء، فخيانة كل واحدة منهنّ بحسبها، وقريب من هذا حديث: "جَحَدَ آدم، فجَحَدت ذريته" (١)، والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.

مسائل تتعلّق بهذا الحديث:

(المسألة الأولى): حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - هذا متّفقٌ عليه.

(المسألة الثالثة): في تخريجه:

أخرجه (المصنّف) هنا [١٨/ ٣٦٥٠ و ٣٦٥١] (١٤٧٠)، و (البخاريّ) في "أحاديث الأنبياء" (٣٣٣٠ و ٣٣٩٩)، و (أحمد) في "مسنده" (٢/ ٣٠٤ و ٣١٥ و ٣٤٩٠)، و (الحاكم) في "المستدرك" (٤/ ١٩٤)، و (أبو عوانة) في "مسنده" (٣/ ١٤٣)، و (أبو نعيم) في "مستخرجه" (٤/ ١٤٣)، والله تعالى أعلم.

(المسألة الثالثة): في فوائده:

١ - (منها): بيان ما جُبلت عليه النساء من خيانة أزواجهنّ.

٢ - (ومنها): بيان ما جعل الله - عز وجل - في بني آدم من افتتان بعضهم ببعض، كما قال تعالى: {وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ} الآية [الفرقان: ٢٠]،


(١) أخرجه الترمذيّ - رحمه الله - في "جامعه" ١٠/ ٣٤١ فقال:
(٣٠٠٢) - حدّثنا عبد بن حميد، حدَّثنا أبو نعيم، حدّثنا هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لَمّا خلق الله آدم مسح ظهره، فسقط من ظهره كل نسمة هو خالقها من ذريته إلى يوم القيامة، وجعل بين عيني كل إنسان منهم وَبِيصًا من نور، ثم عرضهم على آدم، فقال: أي رب من هؤلاء؟ قال: هؤلاء ذريتك، فرأى رجلًا منهم، فأعجبه وبيص ما بين عينيه، فقال: أي ربّ مَن هذا؟ فقال: هذا رجل من آخر الأمم من ذريتك، يقال له: داود، فقال: رب كم جعلت عمره؟ قال: ستين سنةً، قال: أي رب زده من عمري أربعين سنةً، فلما قضي عمر آدم، جاءه ملك الموت، فقال: أَوَ لم يبق من عمري أربعون سنة؟ قال: أَوَ لم تعطها ابنك داود؟ قال: فجحد آدم، فجحدت ذريته، ونسي آدم، فنسيت ذريته، وخطئ آدم، فخطئت ذريته".
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيحٌ، وقد روي من غير وجه عن أبي هريرة عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -. انتهى، وهو كما قال، وصححه أيضًا الحاكم، وابن حبّان.