للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

في بعض الأحاديث خرج مخرج العادة، فإن هذه الأفعال إنما هي عادتهنّ، لا عادة الذكور، والله تعالى أعلم.

[تنبيه آخر]: ذكر الحافظ في "الفتح" (١) أنه وقع في رواية مسلم بلفظ: "بدعوى أهل الجاهلية" بزيادة لفظة "أهل"، وهذه الرواية لم أجدها في النسخ التي عندي، ولعله وقعت له نسخة أخرى بها.

ووقع عند النسائيّ في "الكبرى" بلفظ: "ودعا بدعاء أهل الجاهليّة".

وقد أشار النسائيّ في "المجتبى" إلى اختلاف شيخيه: عليّ بن خَشْرَم، والحسن بن إسماعيل، فلفظ عليّ: "ودعا بدعاء الجاهليّة"، ولفظ الحسن: "ودعا بدعوى الجاهليّة".

و"الدُّعاءُ" - بالضمّ، والمدّ -، و"الدَّعْوَى" - بالفتح، والقصر - مصدران لـ "دعا يدعو"، يقال: دعوت فلانًا دُعاءً، ودَعْوَى: إذا ناديته، وطلبت إقباله، والله تعالى أعلم.

وقوله: (هَذَا) إشارة إلى السياق المذكور بلفظ: "أو شقّ الجيوب، أو دعا بدعوى الجاهليّة" بـ "أو" (حَدِيثُ يَحْيَى) بن يحيى، شيخِه الأول، يعني: أنه رواه بـ "أو" في الموضعين (وَأَمَّا ابْنُ نُمَيْرٍ) أي محمد بن عبد الله بن نمير، شيخه الثالث (وَأَبُو بَكْرِ) أي ابن أبي شيبة، شيخه الثاني (فَقَالَا) في حديثهما ("وَشَقَّ، وَدَعَا" بِغَيْرِ أَلِفٍ) يعني الألف التي قبل الواو، أي إنهما قالا: "وشقّ الجيوب، ودعا بدعوى الجاهليّة" بالواو، بدل "أو"، وقد سبق أن الواو هنا بمعنى "أو"؛ لأن هذه الأشياء بمفرداتها منكرة، فلا يُشترط اجتماعها، فتنبّه، والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.

مسائل تتعلّق بهذا الحديث:

(المسألة الأولى): حديث عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - هذا متّفقٌ عليه.

(المسألة الثانية): في تخريجه:


(١) راجع: "الفتح" ٣/ ١٩٥.