للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

مسلم، والنسائيّ، وغيرهما، فانتفى ما زعمه ابن حبان. انتهى كلام الحافظ - رحمه الله - (١).

(قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ) - رضي الله عنه - (يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "أَيُّمَا امْرِئٍ) "أيّما" اسم شرط، و"أعتق" فعل شرطها، وجوابها: "استنقذ الله وقوله: (مُسْلِمٍ) هكذا قيّده في رواية المصنّف في الموضعين، والنسائيّ، وفي رواية البخاريّ: "أيُّما رجل أعتق امرءًا مسلمًا" قيّد الثاني، دون الأول (أَعْتَقَ امْرَأً مُسْلِمًا، اسْتَنْقَذَ اللهُ) أي: خلّصه، والتاء والسين للمبالغة، يقال: أنقذه من الشرّ: إذا خلّصه منه، فَنَقِذَ نَقَذًا، من باب تَعِبَ: تخلّص، والنَّقَذُ بفتحتين: ما أنقذته، قاله الفيّوميّ - رحمه الله - (٢).

وقال المجد - رحمه الله -: النَّقْذُ - بفتح، فسكون -: التخليص، والتنجيةُ، كالإنقاذ، والتنقيذ، والاستنقاذ، والتنفذ، والسلامةُ، وبالتحريك: ما أنقذته، ومصدر نَقِذَ، كفَرِح: نجا. انتهى (٣).

(بِكُلِّ عُضْوٍ مِنْهُ عُضْوًا مِنْهُ مِنَ النَّارِ") وفي الرواية السابقة: "أعتق الله بكلّ عضو منها عضوًا من أعضائه من النار، حتى فرجه بفرجه"، وللنسائيّ من حديث كعب بن مُرّة: "وأيما امرئ مسلم أعتق امرأتين مسلمتين، كانتا فِكاكه من النار، عظمين منهما بعظم، وأيما امرأة مسلمة أعتقت امرأة مسلمة، كانت فِكاكها من النار"، إسناده صحيح، ومثله للترمذيّ من حديث أبي أمامة، وللطبرانيّ من حديث عبد الرحمن بن عوف، ورجاله ثقات، قاله في "الفتح" (٤).

(قَالَ) وفي رواية البخاريّ: "قال ابن مَرْجانة"، وهو موصول بالإسناد المذكور (فَانْطَلَقْتُ) وفي رواية البخاريّ: "فانطلقت به" أي: بالحديث (حِينَ سَمِعْتُ الْحَدِيثَ مِنْ أَبِي هُرَيْرَةَ) - رضي الله عنه - (فَذَكَرْتُهُ لِعَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ) أي: زين العابدين - رحمه الله -، زاد أحمد، وأبو عوانة من طريق إسماعيل بن أبي حكيم، عن سعيد ابن مَرْجانة: "فقال عليّ بن الحسين: أنت سمعت هذا من أبي هريرة؟


(١) "الفتح" ٦/ ٣٣٦ "كتاب العتق" رقم (٢٥١٧).
(٢) راجع: "المصباح المنير" ٢/ ٦٢٠.
(٣) "القاموس المحيط" ١/ ٣٦٠.
(٤) "الفتح" ٦/ ٣٣٦.