٤ - (أَبُو الزُّبَيْرِ) محمد بن مسلم بن تَدْرُس المكيّ، تقدّم قريبًا.
٥ - (جَابِرُ) بن عبد الله الصحابيّ ابن الصحابيّ - رضي الله عنهما -، تقدّم أيضًا قريبًا.
[تنبيه]: من لطائف هذا الإسناد أنه من رباعيّات المصنّف - رَحِمَهُ اللهُ -، وهو (٢٤٥) من رباعيّات الكتاب.
وقوله:(دَعُوا النَّاسَ يَرْزُقُ اللهُ بَعْضَهُمْ مِنْ بَعْضٍ)"دَعُوا" أمر بمعنى اتركوا، و"يرزق" مرفوع على الاستئناف المفيد للتعليل، فكأنه قال: دعوهم؛ لأنَّ الله تعالى يرزق بعضهم من بعض، وَيجوز أن يكون مجزومًا على أنَّه جواب الأمر.
والمعنى: اتركوا الناس يتعاملون فيما بينهم، ولا تتدخّلوا في شؤونهم، فإن الله تعالى يرزق المشتري من البائع، ويرزق البائع من المشتري، فلا يحل لأحد التدخل بينهما، فإن البائع إذا ورد من خارج المدينة ببضاعته؛ ليبيعها بما يراه من السعر، فاشتراه منه أهل البلد بما هو مناسب لهم، فقد حصل رزق بعضهم من بعض، وإذا تدخّل غيرهما في ذلك، بأن قال بعض أهل البلد للبائع: إن بضاعتك هذه سيكون لها ثمن أغلى مما تريده الآن، فلتضعها عندي، حتى أنتظر غلاء السعر، فأبيعها لك، فقد أَدخل على أهل المدينة ضررًا بذلك، فلذلك نهى النبيّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عن ذلك، فقال:"لا يبع حاضر لباد"، والله تعالى أعلم.
وقوله:(غَيْرَ أَنَّ فِي رِوَايَةِ يَحْيَى) وفي نسخة: "غير أن رواية يحيى" بحذف كلمة "في".
وقوله: ("يُرْزَقُ") أي: ببناء الفعل للمفعول، يعني يحيى بن يحيى رواه مبنيًّا للمفعول، وأما أحمد بن يونس، فقد رواه بلفظ:"يرزق الله بعضهم من بعض"، بالبناء للفاعل، والله تعالى أعلم.
مسألتان تتعلّقان بهذا الحديث:
(المسألة الأولى): حديث جابر - رضي الله عنه - هذا من أفراد المصنّف - رَحِمَهُ اللهُ -.
(المسألة الثانية): في تخريجه:
أخرجه (المصنّف) هنا [٦/ ٣٨٢١ و ٣٨٢٢](١٥٢٢)، و (أبو داود) في