وروى عنه ابنُ ابنه بُشَير بن عبد الله بن بُشَير بن يسار، وربيعة الرأي، وسعيد بن عُبيد الطائيّ، وابن إسحاق، ويحيى بن سعيد، وأبو الرَّحَّال عقبة بن عُبيد، وغيرهم.
قال ابن معين: ثقةٌ، وليس بأخي سليمان بن يسار، وقال ابن سعد: كان شيخًا كبيرًا فقيهًا، وكان قد أدرك عامة أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكان قليل الحديث، وقال النسائيّ: ثقةٌ، وكناه محمد بن إسحاق في روايته عنه: أبا كيسان، وذكره ابن حبان في "الثقات".
أخرج له الجماعة، وله في هذا الكتاب حديثان فقط، هذا برقم (١٥٤٠) وكرره ثلاث مرّات، وحديث (١٦٦٩): "كَبِّر الْكُبْرَ في السن … " الحديث، وكرّره أيضًا ثلاث مرّات.
٣ - (سَهْلُ بْنُ أَبِي حَثْمَةَ)(١) واسمه عبد الله بن ساعدة، وقيل: عامر بن ساعدة، وكنية سهل: أبو يحيى، وقيل: أبو محمد الأنصاريّ الخزرجيّ، تُوفِّي النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، وهو ابن ثمان سنين، أخرج له الجماعة، ومات في خلافة معاوية - رضي الله عنهما - (ع) تقدم في "صلاة المسافرين وقصرها" ٥٧/ ١٩٤٧.
و"سليمان بن بلال"، و"يحيى بن سعيد" الأنصاريّ ذُكرا في الباب قبل أحاديث.
[تنبيه]: من لطائف هذا الإسناد أنه مسلسلٌ بالمدنيين، وشيخه وإن كان بصريًّا إلا أنه مدنيّ الأصل، وقد سكنها مدّةً، وأنه لا يوجد في الرّواة من اسمه بُشَير مصغّرًا إلا بُشَير بن يسار هذا، وبُشير بن كعب العدويّ البصريّ، وهو مخضرم تقدّم في "شرح المقدّمة".
وقد ذكر النوويّ رحمه الله جملًا من لطائف هذا الإسناد، ودونك عبارته:
قال رحمه الله: في هذا الإسناد أنواع من معارف علم الإسناد، وطُرَفه:
منها: أنه إسناد كله مدنيون، وهذا نادرٌ في صحيح مسلم، بخلاف الكوفيين، والبصريين، فإنه كثير، قدمنا في مواضع كثيرة من أوائل هذا الكتاب وبعدها بيانه.