للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

حقوقه، فإما من حلول الأجل، فيؤخره، وإما من استيفاء الحقّ، فيُسقط بعضه، أو يسامع في الزَّيف. أنتهى (١).

وقوله: (وَأنظِرُ الْمُعْسِرَ) هكذا في هذه الرواية.

وقوله: (فَقَالَ عُقْبَةُ بْنُ عَامِرٍ الْجُهَنِيُّ، وَأَبُو مَسْعُودٍ الأَنْصَارِيُّ الخ) قال النوويّ - رحمه الله -: هكذا هو في جميع النسخ: "فقال عقبة بن عامر وأبو مسعود"، قال الحفّاظ: هذا الحديث إنما هو محفوظ لأبي مسعود عقبة بن عمرو الأنصاريّ البدريّ وحده، وليس لعقبة بن عامر فيه رواية، قال الدارقطنيّ: والوَهَمُ في هذا الإسناد من أبي خالد الأحمر، قال: وصوابه: عقبة بن عمرو أبو مسعود الأنصاريّ، كذا رواه أصحاب أبي مالك سعد بن طارق، وتابعهم نعيم بن أبي هند، وعبد الملك بن عُمير، ومنصور، وغيرهم، عن رِبعيّ، عن حذيفة، فقالوا في آخر الحديث: فقال: عقبة بن عمرو أبو مسعود، وقد ذكر مسلم في هذا الباب حديث منصور، ونعيم، وعبد الملك، والله أعلم. انتهى (٢).

قال الجامع عفا الله عنه: قد تبيّن بما ذُكر أن الصواب: "فقال عقبة بن عمرو أبو مسعود الأنصاريّ"، فيكون "أبو مسعود" بدلًا من عقبة بن عمرو، فليُتنبّه.

[تنبيه]: نقل الحافظ المزيّ - رحمه الله - في "تحفته": عن خَلَف قوله: عقبة بن عامر وَهَمٌ، لا أعلم أحدًا قاله غيره - يعني الأشجّ - والحديث إنما يُحفظ من حديث عقبة بن عمرو أبي مسعود. انتهى.

وتعقّب الحافظ في "النكت الظراف" قول المزّيّ: "يعني الأشجّ"، فقال: قد تابع الأشجّ إسحاق ابن راهويه، فأخرجه في "مسنده" عن أبي خالد الأحمر، وقال في روايته: "فقال عقبة بن عامر، وأبو مسعود"، هكذا بالواو العاطفة، وهكذا أخرجه أبو نعيم في "مستخرجه" على مسلم من طريق إسحاق، وقد قال الدارقطنيّ في "العلل": إن الوهم فيه من أبي خالد، فيمكن أن يستقيم كلامه بأن يكون الضمير في قوله: لا أعلم قاله غيره، يعني أبا خالد، لا


(١) "المفهم" ٤/ ٤٣٦.
(٢) "شرح النوويّ" ١٠/ ٢٢٥ - ٢٢٧.