فقال في "الفتح": قوله: "تابعه معمر": أي تابع شعيبًا، عن الزهريّ: أي بهذا الإسناد، وهو موصول عند المصنف - رَحِمَهُ اللهُ - في آخر "الجهاد"، مقرونًا برواية شعيب، عن الزهري.
وقوله:"وقال شبيب": أي ابن سعيد، عن يونس: أي ابن يزيد، عن ابن شهاب: أي الزهري بهذا الإسناد.
وقوله:"شَهِدنا حنينًا": يريد أن يونس خالف معمرًا وشعيبًا، فذكر بدل "خيبر" لفظة "حنين"، ورواية شبيب هذه وصلها النسائيّ مُقْتَصِرًا على طرف من الحديث، وأوردها الذُّهْليّ في "الزهريات"، ويعقوب بن سفيان في "تاريخه"، كلاهما عن أحمد بن شبيب، عن أبيه بتمامه، وأحمد من شيوخ البخاريّ، وقد أخرج هذا، وقد وافق يونسُ معمرًا وشعيبًا في الإسناد، لكن زاد فيه مع سعيد بن المسيب عبد الرَّحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك، وساق الحديث عنهما، عن أبي هريرة.
وقوله:"وقال ابن المبارك، عن يونس، عن الزهريّ، عن سعيد، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -" يعني: وافق شبيبًا في لفظ "حنين"، وخالفه في الإسناد، فأرسل الحديث، وطريق ابن المبارك هذه وصلها في "الجهاد"، ولم أر فيها تعيين الغزوة.
وقوله:"وتابعه صالح" يعني: ابن كيسان، عن الزهريّ، وهذه المتابعة ذكرها البخاري في "تاريخه"، قال: قال لي عبد العزيز الأُوَيسيّ، عن إبراهيم بن سعد، عن صالح بن كيسان، عن ابن شهاب: أخبرني عبد الرَّحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك أن بعض مَن شَهِد مع النبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال: إن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال لرجل معه:"هذا من أهل النار … "الحديث، فظهر أن المراد بالمتابعة أن صالحًا تابع رواية ابن المبارك، عن يونس في ترك ذكر اسم الغزوة، لا في بقية المتن، ولا في الإسناد، وقد رواه يعقوب بن إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن صالح، عن الزهريّ، فقال: عن عبد الرَّحمن بن المسيب، مرسلًا، وَوَهِمَ فيه، وكأنه أراد أن يقول: عن عبد الرَّحمن بن عبد الله بن كعب، وسعيد بن المسيب، فَذَهِلَ.
وقوله: "وقال الزبيديّ: أخبرني الزهريّ أن عبد الرَّحمن بن كعب، أخبره