للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

تَمْرِكَ شَيْءٌ) أي: أوقعك في الشكّ، قال ابن الأثير رحمه الله: الريبُ: الشكّ، وقيل: هو الشكّ مع التُّهْمة، يقال: رابني الشيءُ، وأرابني: بمعنى شكَّكني، وقيل: أرابني في كذا؛ أي: شكّكني، وأوهَمنى الريبةَ فيه، فإذا استيقنته قلتَ: رابني بغير ألف. انتهى (١).

وقال الفيّوميّ رحمه الله: "الرَّيبُ": الظنّ والشكّ، ورَابَنِي الشيءُ يَرِيبُنِي: إذا جعلك شاكًّا، قال أبو زيد: رَابَنِي من فلان أمرٌ يَرِيبُنِي ريبًا: إذا استيقنتَ منه الرَّيبَةَ، فإذا أسأت به الظنّ، ولم تستيقن منه الرِّيبَةَ قلتَ: أَرَابَني منه أمرٌ هو فيه إِرَابَةً، وأَرَابَ فلان إِرَابَةً، فهو مُرِيبٌ: إذا بلغك عنه شيءٌ، أو توهمته، وفي لغة هذيل: أَرَابَنِي بالألف، فَرِبْتُ أنا، وارْتَبْتُ: إذا شككتَ، فأنا مُرْتَابٌ، وزيد مُرْتَابٌ منه، والصلة فارقة بين الفاعل والمفعول، والاسم: الرِّيبَةُ، وجمعها: رِيَبُ، مثل سِدْرَةٍ وسِدَرٍ. انتهى (٢).

(فَبِعْهُ) أي: بع التمر الذي رابك منه شيء (ثُمَّ اشْتَرِ الَّذِي تُرِيدُ مِنَ التَّمْرِ") أي: اشتر بثمن التمر الذي بعته التمر الذي تريد شراءه، وهو الجيّد، فقوله: "الذي" مفعول "اشتر"، و"من التمر" بيان للموصول، والمراد: التمر الجيّد، والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.

مسألتان تتعلّقان بهذا الحديث:

(المسألة الأولى): حديث أبي سعيد الخدريّ -رضي الله عنه- هذا من أفراد المصنّف رحمه اللهُ.

(المسألة الثانية): في تخريجه:

أخرجه (المصنّف) هنا [٣٩/ ٤٠٧٩ و ٤٠٨٠] (١٥٩٤)، و (أحمد) في "مسنده" (٣/ ١٠ و ٦٠)، و (أبو عوانة) في "مسنده" (٣/ ٣٣٨٩ و ٣٩٥)، و (أبو يعلى) في "مسنده" (٢/ ٥١٨)، و (الطحاويّ) في "شرح معاني الآثار" (٤/ ٦٨ و ١٠٦ و ١١٩)، و (البيهقيّ) في "الكبرى" (٥/ ٢٨١ و ٢٨٦) و"الصغرى" (٥/ ٣٧) و"المعرفة" (٤/ ٣٠٥)، والله تعالى أعلم.


(١) "النهاية" ٢/ ٢٨٦.
(٢) "المصباح المنير" ١/ ٢٤٧.