وكلهم تقدّموا في الباب الماضي، و"ابن نُمير" هو: محمد بن عبد الله بن نُمير، و"عبيد الله" هو ابن عمر الْعُمريّ.
وقوله:(فَعَلَيْهِ عِتْقُهُ كُلِّهِ) بجرّ "كلِّهِ" توكيدًا للضمير المضاف إليه، وهكذا أعربه في "الفتح"، فما وقع في النسخ من ضبطه بالقلم برفع اللام فلا وجه له، فافهم.
وقوله:(عَتَقَ مِنْهُ مَا عَتَقَ) بفتح العين فيهما، مبنيًّا للفاعل، وقد غلط من ضبط الثاني بالضمّ؛ لأنه لا يقال: عُتق بالضمّ؛ لكونه لازمًا، وإنما يقال: أُعتق بالهمزة مبنيًّا للمفعول، وقد تقدّم تحقيق هذا في "العتق"، فلترجع إليه، وبالله تعالى التوفيق.
والحديث متّفقٌ عليه، وشرحه، وبيان مسائله سبق الكلام فيها في الحديث الماضي، وبالله تعالى التوفيق.
وبالسند المتّصل إلى المؤلّف - رحمه الله - أوّل الكتاب قال:
وقد تقدّموا قريبًا، وهو من رباعيات المصنّف - رحمه الله -، وهو (٢٨٤) من رباعيّات الكتاب.
شرح الحديث:
(عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ) - رضي الله عنهما - أنه (قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ أَعْتَقَ) قال في "الفتح": ظاهره العموم، لكنه مخصوص بالاتفاق، فلا يصحّ من المجنون، ولا من المحجور عليه لسفه، وفي المحجور عليه بفَلْس، والعبدِ، والمريضِ مرضَ الموت، والكافر، تفاصيل للعلماء بحسب ما يظهر عندهم من أدلة التخصيص، ولا يُقَوَّم في مرض الموت عند الشافعية، إلا إذا وسعه الثلث،