للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

و"سهل - رضي الله عنه -" ذُكر قبله.

[تنبيه]: وقع في بعض نسخ "صحيح مسلم" في هذا الإسناد قوله: "حدّثني أبو ليلى عبد الله بن عبد الرحمن بن سهل"، فجعل "عبد الله" مرفوعًا بدلًا من "أبو ليلى" على أنه اسمه، ووقع في النسخة الهنديّة، وشرح الأبّيّ بلفظ: "حدّثني أبو ليلى بن عبد الله بن عبد الرحمن بن سهل"، وهذا هو الذي وقع في "الموطّإ"، و"صحيح البخاريّ" (١)، والظاهر أن هذا هو الصواب، فليُتأمل، والله تعالى أعلم.

وقوله: (عَنْ رِجَالٍ مِنْ كُبَرَاءِ قَوْمِهِ) هكذا عند مسلم في هذه الرواية، والذي في "صحيح البخاري": "عن سهل بن أبي حثمة، أنه أخبره هو ورجال من كبراء قومه"، بعطف "رجالٌ" على ضمير سهل، والظاهر أن هذا هو الصواب، ومعناه أن سهل بن أبي حثمة، ورجالًا من كبراء قومه أخبروا أبا ليلى، وأما على ما هنا فيكون سهل بن أبي حثمة أخبر أبا ليلى راويًا عن رجال من كبراء قومه، وهذا مخالف للرواية الكثيرة التي مضت أن سهلًا هو الذي شهد القصّة، وأخبر بها، لا أنه أخذها من كبراء قومه، وقد تقدّم في رواية بُشير بن يسار أنه رواه عن سهل بن أبي حثمة، ورافع بن خَدِيج، وفي رواية أنه رواه عن سهل بن أبي حثمة، ورافع بن خَديج، وسُويد بن النعمان، فيَحْتمل أن هؤلاء أخبروا أيضًا أبا ليلى، ولم أر من تكلّم في هذا، والله تعالى أعلم بالصواب.

وقوله: (مِنْ جَهْدٍ أَصَابَهُمْ) بفتح الجيم، وإسكان الهاء: الشدّة، والمشقّة.

وقوله: (فَأَتَى مُحَيِّصَةُ) ببناء الفعل للمفعول؛ أي: أتاه آت، فأخبره بقتل عبد الله بن سهل.

وقوله: (وَطُرِحَ فِي عَيْنٍ، أَوْ فَقِيرٍ) قال النوويّ - رحمه الله -: الفقير هنا على لفظ الفقير في الآدميين، والفقير هنا: البئر القريبة الْقَعْر الواسعة الفم، وقيل: هو


(١) راجع: "صحيح البخاريّ" في كتاب "الأحكام" رقم (٧١٩٢) ١٧/ ٢٣ بنسخة "الفتح"، و"الموطّأ" رقم (٧٨٧)، و"التمهيد" ٢٣/ ١٥٠.