للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وقوله: (نَفَرٌ مِنْ عُرَيْنَةَ) تقدّم في رواية أنهم من عُكل، وفي رواية أنهم من عُكل، وعرينة، ويُجمع بأن بعضهم من عرينة، وبعضهم من عُكل.

وقوله: (وَقَدْ وَقَعَ بِالْمَدِينَةِ الْمُومُ) - بضم الميم، وسكون الواو - قال: (وهو البرسامُ) - بكسر الموحّدة - سريانيّ مُعَرَّب، أُطلق على اختلال العقل، وعلى وَرَم الرأس، وعلى وَرَم الصدر، والمراد هنا الأخير، فعند أبي عوانة من رواية همام، عن قتادة، عن أنس في هذه القصّة: "فعظُمت بطونهم".

وقال في "القاموس"، و"شرحه": والموم: الْبِرْسام كما في "الصحاح"، وقيل: مع الْحُمّى، وقيل: هو بَثْرٌ أصغر من الْجُدَريّ، وأنشد الجوهريّ لذي الرمة يصف صائدًا [من البسيط]:

إِذَا تَوَجَّسَ رِكْزًا مِنْ سَنَابِكِهَا … أَوْ كَانَ صَاحِبَ أَرْضٍ أَوْ بِهِ الْمُومُ

فالأرض الزكام، والموم البرسام، وقال الليث: قيل: الموم أشدّ الْجُدَريّ، وبه فسّر البيت، وقيل: هو الْجُدَريّ الذي يكون كلّه قُرْحة، واحدةٌ فارسيّة، وقيل: عربيّة، وقد مِيمَ الرجلُ، كقِيل يُمَامُ، ولا يكون يَموم؛ لأنه مفعول به. انتهى (١).

وقوله: (ثُمَّ ذَكَرَ نَحْوَ حَدِيثِهِمْ) فاعل "ذَكَر"، وكذا "زاد" ضمير معاوية بن قُرّة.

وقوله: (قَرِيبٌ مِنْ عِشْرِينَ) تقدَّم أنه - صلى الله عليه وسلم - بعثهم، وجعل أميرهم كرز بن جابر الفِهْريّ - رضي الله عنه -.

وقوله: (وَبَعَثَ مَعَهُمْ قَائِفًا يَقْتَصُّ أَثَرَهُمْ) قال الحافظ - رحمه الله -: لم أقف على اسم هذا القائف.

و"القائف": اسم فاعل، من قاف الرجلُ الأثرَ قَوْفًا، من باب قال: تَبِعَه، واقتافه كذلك، والجمع قافة، مثل كفار وكفَرَة، ومُقتاف (٢).

[تنبيه]: رواية معاوية بن قُرّة، عن أنس - رضي الله عنه - هذه ساقها أبو عوانة - رحمه الله - في "مسنده"، فقال:


(١) راجع: "تاج العروس من جواهر القاموس" ٩/ ٧٠.
(٢) "المصباح المنير" ٢/ ٥١٩.