للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وتشديد الموحدة - وهو تصحيف، وأغرب ابن وضاح، فقال: مُنْبِه - بسكون النون - أمه، وبفتحها، ثم موحدة أبوه، ولم يوافقه أحد على ذلك. انتهى (١).

وقوله: (رَجُلًا) هو يعلى بن أمية المذكور، كما سيأتي بيانه.

قال في "الفتح" ما حاصله: في رواية محمد بن جعفر، عن شعبة عن زُرارة، عن عمران عند مسلم، والنسائيّ: "قال: قاتل يعلى بن أمية رجلًا، فعضّ أحدهما صاحبه. ." الحديث، قال شعبة: وعن قتادة عن عطاء وهو ابن أبي رباح عن ابن يعلى؛ يعني: صفوان، عن يعلى بن أمية، قال مثله، وكذا أخرجه النسائيّ من طريق عبد الله بن المبارك، عن شعبة بهذا السند، فقال في روايته: بمثل الذي عضّ، فَنَدَرَت ثنيّته. . الحديث، ولشعبة فيه سند آخر إلى يعلي، أخرجه النسائيّ من طريق ابن أبي عدي، وعن عُبيد بن عقيل كلاهما عن شعبة، عن الحكم، عن مجاهد، عن يعلى. ووقع في رواية عُبيد بن عُقيل: "أن رجلًا من بني تميم، قاتل رجلًا، فعضّ يده"، ويستفاد من هذه الرواية، تعيين أحد الرجلين المبهمين، وأنه يعلى بن أمية.

وقد روى يعلى هذه القصة، فبَيَّنَ في بعض طرقه، أن أحدهما كان أجيرًا له، ولفظه: "غزوت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -"، فذكر الحديث، وفيه: "فاستأجرت أجيرًا، فقاتل أجيري رجلًا، فعضّ الآخر"، فعُرف أن الرجلين المبهمين، يعلى وأجيره، وأن يعلى أبهم نفسه، لكن عيَّنه عمران بن حصين.

قال الحافظ: ولم أقف على تسمية أجيره، وأما تمييز العاضّ من المعضوض، فوقع بيانه عند البخاريّ في "غزوة تبوك" من "المغازي" من طريق محمد بن بكر، عن ابن جريجٍ، في حديث يعلي، قال عطاء: فلقد أخبرني صفوان بن يعلي، أيّهما عض الآخر، فنسيته، فظن أنه مستمرّ على الإبهام، ولكن وقع عند مسلم، والنسائيّ من طريق بُدَيل بن ميسرة، عن عطاء، بلفظ: "أن أجيرًا ليعلى ابن منية، عَضّ آخر ذراعه"، وأخرجه النسائيّ أيضًا عن إسحاق بن إبراهيم، عن سفيان، بلفظ: "فقاتل أجيري رجلًا، فعضه الآخر"، ويؤيده ما أخرجه النسائيّ من طريق صفوان بن عبد الله، عن عميه: سلمة بن أمية، ويعلى بن


(١) "الفتح" ١٦/ ٦٥ رقم (٦٨٩٢).