(٦٤٣٩) - حدّثنا سعيد بن عُفير، قال: حدّثني الليث، حدّثني عبد الرحمن بن خالد، عن ابن شهاب، عن ابن المسيِّب، وأبي سلمة، أن أبا هريرة قال: أَتَى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجل من الناس، وهو في المسجد، فناداه: يا رسول الله، إني زنيت - يريد نفسه - فأعرض عنه النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، فتنحى لشقّ وجهه الذي أعرض قِبَلَهُ، فقال: يا رسول الله، إني زنيت، فأعرض عنه، فجاء لشقّ وجه النبيّ - صلى الله عليه وسلم - الذي أعرض عنه، فلما شَهِد على نفسه أربع شهادات، دعاه النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، فقال:"أبك جنون؟ " قال: لا يا رسول الله، فقال:"أَحْصَنْتَ؟ " قال: نعم يا رسول الله، قال:"اذهبوا به، فارجموه"، قال ابن شهاب: أخبرني من سمع جابرًا قال: فكنت فيمن رجمه، فرجمناه بالمصلَّى، فلما أذلقته الحجارة جَمَزَ، حتى أدركناه بالحرّة، فرجمناه". انتهى.
وقوله: "جَمَز" بالجيم، من باب ضرب: عدا، وأسرع، والله تعالى أعلم.
[تنبيه آخر]: قال الحافظ الرشيد العطّار - رحمه الله - في كتابه "غرر الفوائد المجموعة": أخرج مسلم في "كتاب الحدود"، حديث الليث بن سعد مقطوعًا، عن عبد الرحمن بن خالد، عن الزهريّ، عن سعيد بن المسيِّب، وأبي سلمة كليهما عن أبي هريرة، أنه قال: أَتَى رجل من المسلمين رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهو في المسجد، فناداه، فقال: يا رسول الله، إني زنيت فأعرض عنه. . . الحديث.
قال ابن شهاب: أخبرني من سمع جابرًا قال: فكنت فيمن رجمه فرجمناه بالمصلى، فلما أذلقته الحجارة جَمَزَ حتى أدركناه بالحرّة فرجمناه.
هكذا أورده البخاريّ في باب سؤال الإمام المُقِرَّ: هل أَحْصَنتَ؟ فثبت اتصاله من هذا الوجه الآخر - والحمد لله -.
والرجل المرجوم المبهم اسمه في هذا الحديث هو ماعز بن مالك الأسلميّ، وقد جاء مسمى هكذا في "الصحيح" من حديث أبي سعيد الخدريّ، وبُريدة بن الْحُصيب، وغيرهما، وذكر بعض العلماء أنه لا خلاف بين أصحاب الحديث في ذلك.
وقيل: إن ماعزًا لقب له، واسمه عريب بن مالك، حكى ذلك الحافظ