٥ - (صَالِح) بن كيسان المدنيّ، أبو محمد، أو أبو الحارث، ثقةٌ ثبتٌ فقيهٌ [٤] مات بعد مائة وثلاثين، أو بعد الأربعين (ع) تقدم في "الإيمان" ٩/ ١٤١.
والباقون تقدّموا في السند الماضي.
ومن لطائف هذا الإسناد: أن فيه ثلاثةً من التابعين، يروي بعضهم عن بعض: صالح، عن ابن شهاب، عن عروة.
وقوله: (أَيْ رَسُولَ اللهِ) "أي" من حروف النداء التي ذكرها ابن مالك في "الخلاصة" بقوله:
وِللْمُنَادَى النَّاءِ أَوْ كَالنَّاءِ "يَا" … وَ"أَيْ" وَ"آي" ثُمَّ "أَيَا" كَذَا "هَيَا"
وَالْهَمْزُ لِلدَّانِي وَ"وَا" لِمَنْ نُدِبْ … أَوْ"يَا" وَغَيْرُ "وَا" لَدَى اللَّبْسِ اجْتُنِبْ
وقوله: (مِنْ صَدَقَةٍ) متعلّق بمحذوف، حال من "أمور".
وقوله: (أَوْ عَتَاقَةٍ) بفتح العين، وهكذا وقع عند البخاريّ في "الزكاة" بـ"أو"، ووقع عند أبي عوانة في "مسنده" بالواو، وكذا عند البخاريّ في "كتاب الأدب".
وقوله: ("أَسْلَمْتَ عَلَى مَا أَسْلَفْتَ مِنْ خَيْرٍ") أي على الذي قدّمته من عمل خير، قال في "القاموس": السَّلَف محرَّكةً: كلُّ عمل صالح قدّمته. انتهى (١).
والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا ونعم الوكيل.
وبالسند المتّصل إلى الإمام مسلم بن الحجاج رحمه الله تعالى المذكور أولَ الكتاب قال:
[٣٣٢] ( … ) - (حَدَّثنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاق، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، بِهَذَا الْإِسْنَادِ).
رجال هذا الإسناد: خمسة:
١ - (إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ) ابن راهويه الحنظليّ المروزيّ الإمام الحجة الثبت [١٠] (ت ٢٣٨) (خ م د ت س) تقدم في "المقدمة" ٥/ ٢٨.
٢ - (عَبْدُ الرَّزَّاقِ) بن همّام الْحميريّ مولاهم، أبو بكر الصنعانيّ، ثقة حافظٌ، تغيّر في آخره، وكان يتشيّع [٩] (٢١١) (ع) تقدم في "المقدمة" ٤/ ١٨.
(١) "القاموس المحيط" ص ٧٣٨.