وقال القرطبيّ رحمه الله: ينبغي على هذه الرواية أن يقف قليلًا بعد "لا"، حتى يتبيَّن للسامع أن الذي بعده كلام مستأنَف؛ لأنه إذا وصله بما بعده يَتوهم السامع أنه دعا عليه، وإنما هو دعاء له، وقد روي عن أبي بكر الصديق - رضي الله عنه - أنه قال لرجل سمعه يقول مثل ذلك القول: لا تقل هكذا، وقل: يرحمكم الله، لا. قال: وبزول الإبهام في مثل هذا بزيادة واو، كأن يقول: لا ويرحمك الله. وفيه حجة لمن قال: إن الأم تستحلف، والمشهور من مذهب مالك، والشافعيّ أنه لا يصح. انتهى (١).
وفي رواية النسائيُّ:"لا تفعل، يرحمك الله".
(هُوَ ابْنُهَا، فَقَضَى) سليمان عليه السلام (بِهِ)؛ أي: بالولد؛ (لِلصُّغْرَى") وفي رواية ابن عجلان: "فقالت الصغرى: أتشقّه؟ قال: نعم، فقالت: لا تفعل، حظّي منه لها، قال: هو ابنك، فقضى به لها". وفي رواية مسكين: "فقالت الصغرى: "لا تقطعه، هو ولدها، فقضى به للّتي أبت أن يقطعه".
(قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ) - رضي الله عنه - يعني: بالإسناد السابق، وليس تعليقًا، وقد وقع كذلك في رواية الإسماعيليّ من طريق ورقاء، عن أبي الزناد. قاله في "الفتح". (وَاللهِ إِنْ) هي النافية، وليست هي الشرطيّة؛ أي: ما (سَمِعْتُ بِالسِّكِّينِ قَطُّ إِلا يَوْمَئِذٍ، مَا كُنَّا نَقُولُ إِلَّا: الْمُدْيَةَ) مثلثة الميم، قيل للسكين ذلك؛ لأنها تقطع مَدَى حياة الحيوان، كما أن السكين سمّي به؛ لكونه يسكّن حركة المذبوح، كما تقدّم قريبًا، والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.
مسائل تتعلّق بهذا الحديث:
(المسألة الأولى): حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - هذا متّفقٌ عليه.
(المسألة الثانية): في تخريجه:
أخرجه (المصنّف) هنا [١٠/ ٤٤٨٧ و ٤٤٨٨](١٧٢٠)، و (البخاريّ) في "أحاديث الأنبياء"(٣٤٢٧١) و "الرقاق"(٦٤٨٣)"والفرائض"(٦٧٦٩)، و (النسائيّ) في "آداب القضاة"(٥٤٠٤ و ٥٤٠٥ و ٥٤٠٦) وفي "الكبرى، (٥٩٥٧