٣ - (إِيَاسُ بْنُ سَلَمَةَ) بن الأكوع الأسلميّ، أبو سلمة، أو أبو بكر المدنيّ، ثقةٌ [٣] (ت ١١٩) وهو ابن (٧٧) سنةً (ع) تقدم في "الإيمان" ٤٤/ ٢٨٨.
٤ - (سَلَمَةُ بْنُ الأَكْوَعِ) هو: سلمة بن عمرو بن الأكوع الأسلميّ، أبو مسلم، أو أبو إياس، الصحابيّ المشهور، شَهِدَ بيعة الرضوان، ومات بالمدينة سنة (٦٤) (ع) تقدم في "الإيمان" ٤٤/ ٢٨٨.
و"شيخه" ذُكر قبله.
[تنبيه]: من لطائف هذا الإسناد.
أن فيه رواية الابن عن أبيه، وتابعيّ، عن تابعيّ، وأنه مسلسل بالتحديث من أوله إلى آخره.
شرح الحديث:
عَنْ سَلَمَةَ بْنَ الأكْوَعِ - رضي الله عنه - أنه (قَالَ: غَزَوْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - هَوَازِنَ) القبيلة المعروفة، وأراد بذلك غزوة حنين المشهورة، كما سيأتي في بابه - إن شاء الله تعالى - (فَبَيْنَا نَحْنُ نَتَضَحَّى)؛ أي: نتغدّى، وهو الأكل في وقت الضَّحَاء - بالمدّ، وفتح الضاد - وهو بعد امتداد النهار، وفوق الضُّحى - بالضمّ والقصر (١) -.
وقال ابن الأثير - رحمه الله -: والأصل أن العرب كانوا يسيرون في ظُعُنهم، فإذا مرّوا ببقعة من الأرض، فيها كلأ وعُشب، قال قائلهم: ألا ضحّوا رويدًا؛ أي: ارفُقُوا بالإبل حتى تتضحّى؛ أي: تنال من هذا المرعى، ثم وُضعت التضحية مكان الرفق؛ لرفقهم بالمال في ضحائها؛ لتصل إلى المنزل، وقد شَبِعت، وصار ذلك يقال لكلّ من أكل في وقت الضحى: هو يتضحّى؛ أي: يأكل هذا الوقت. انتهى (٢).
(مَعَ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - إِذْ جَاءَ رَجُلٌ)؛ أي: من المشركين، ولا يُعرف اسمه، وفي رواية البخاريّ: "قال: أتى النبيّ - صلى الله عليه وسلم - عين من المشركين، وهو في سفر"، قال في "الفتح": لم أقف على اسمه، قال: وسُمّي الجاسوس عينًا؛ لأن جُلّ
(١) "شرح النوويّ" ١٢/ ٦٦.
(٢) "جامع الأصول" ٨/ ٣٩٨.