للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أي: أردف الله بهم المسلمين، وبكسر الدال: اسم فاعل، قال أبو علي: يحتمل وجهين:

[أحدهما]: مردفين مثلهم، يقال: أردفت زيدًا دابتي، فيكون المفعول الثاني محذوفًا.

[والثاني]: أن يكون المعنى: جاؤوا بعدكم، تقول العرب: بنو فلان مردفونا؛ أي: يجيئون بعدنا، {مِنْ فَوْرِهِمْ}: وجههم وحينهم، {مُسَوِّمِينَ} - بفتح الواو -: اسم مفعول؛ أي: معلَّمين، من السِّيما، وهي العلامة؛ أي: قد عُلّموا بعلامة، وبكسر الواو: اسم فاعل؛ أي: عَلَّموا أذناب خيلهم بصوف أبيض، وقيل: أنفسهم بعمائم صفر. انتهى (١).

(فَأَمَدَّهُ اللهُ بِالْمَلَائِكَة، قَالَ أَبُو زُمَيْلٍ) هو سماك بن الوليد، (فَحَدَّثَنِي ابْنُ عَبَّاسٍ) - رضي الله عنهما - (قَالَ: بَيْنَمَا رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ يَوْمَئِذٍ يَشْتَدُّ فِي أَثَرِ رَجُلٍ) قال صاحب "التنبيه": لا أعرف الرجلين (٢). (مِنَ الْمُشْرِكِينَ أَمَامَهُ) منصوب على الظرفيّة متعلّق بحال مقدَّر؛ أي: حال كونه أمامه، (إِذْ سَمِعَ ضَرْبَةً بِالسَّوْطِ فَوْقَهُ، وَصَوْتَ الْفَارِسِ يَقُولُ: أَقْدِمْ) قال القرطبيّ - رَحِمَهُ اللهُ -: ضُبط عن أبي بحر بضمّ الدال من "اقْدُم"، فيكون من القدوم، بمعنى التقدّم؛ كقوله تعالى: {يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} [هود: ٩٨]؛ أي: يتقدّمهم إلى النار، وقال ابن دريد بقطع الألف، وكسر الدال، من الإقدام (٣). وقوله: (حَيْزُومُ) قال النوويّ - رَحِمَهُ اللهُ -: هو بحاء مهملة، مفتوحة، ثم مثناة تحتُ، ساكنةٍ، ثم زاي مضمومة، ثم واو، ثم ميم، قال القاضي: وقع في رواية العذريّ: "حيزون" بالنون، والصواب الأول، وهو المعروف لسائر الرواة، والمحفوظ، وهو اسم فرس الملَك، وهو منادى بحذف حرف النداء؛ أي: يا حيزوم، وأما "أقدم" فضبطوه بوجهين: أصحهما، وأشهرهما، ولم يَذكر ابن دريد، وكثيرون، أو الأكثرون غيره، أنه بهمزة قطع، مفتوحة، وبكسر الدال، من الإقدام، قالوا: وهي كلمة زجر للفرس، معلومة في كلامهم، والثاني: بضم الدال، وبهمزة وصل مضمومة، من المتقدم. انتهى (٤).


(١) "المفهم" ٣/ ٥٧٦ - ٥٧٧.
(٢) "تنبيه المعلم" ص ٣٠٦.
(٣) "المفهم" ٣/ ٥٧٧.
(٤) "شرح النوويّ" ١٢/ ٨٥.