كتاب البحر المحيط الثجاج في شرح صحيح الإمام مسلم بن الحجاج

٣١ - كتاب الجهاد والسير - (١٩) - (باب ربط الأسير، وحبسه، وجواز المن عليه) - ج: 30 - ص: 618

٢ - (لَيْثُ) بن سعد الإمام المصريّ، تقدّم قبل بابين.

٣ - (سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ) كيسان المقبريّ، أبو سعد المدنيّ، ثقةٌ [٣] مات في حدود (١٢٠) أو قبلها، أو بعدها (ع) تقدم في "الإيمان" ٣٦/ ٢٥٠.

٤ - (أَبُو هُرَيْرَةَ) - رضي الله عنه - تقدّم قبل بابين.

[تنبيه]: من لطائف هذا الإسناد:

أنه من رباعيّات المصنّف - رَحِمَهُ اللهُ -، وهو (٣٠٦) من رباعيّات الكتاب.

شرح الحديث:

(عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ) - رضي الله عنه -، فيه تصريح سعيد بسماعه من أبي هريرة - رضي الله عنه -، وأخرجه ابن إسحاق، عن سعيد، فقال: "عن أبيه، عن أبي هريرة"، قال الحافظ - رَحِمَهُ اللهُ -: وهو من المزيد في متصل الأسانيد، فإن الليث موصوف بأنه أتقن الناس لحديث سعيد المقبريّ، ويَحْتَمِل أن يكون سعيد سمعه من أبي هريرة، وكان أبوه قد حدّثه به قبلُ، أو ثَبَّته في شيء منه، فحدَّث به على الوجهين. انتهى (١).

(يَقُولُ: بَعَثَ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - خَيْلًا)؛ أي: فرسان خيل، وهذا من ألطف المجازات، وأحسنها.

وقال الطيبيّ - رَحِمَهُ اللهُ -: قوله: "خيلًا" هو على حذف المضاف؛ أي: فرسان الخيل، وفي الحديث: "يا خيل الله اركبي" (٢)؛ أي: يا فُرسان خيل الله، وسُمّيت الجماعة خيلًا؛ لأنهم تجرّدوا لِمَا لا يتمّ إلَّا بها، كما سُمّيت الربيئة عينًا. انتهى (٣).

[تنبيه]: قال ابن إسحاق - رَحِمَهُ اللهُ -: السرية التي أخذت ثمامة، كان أميرها محمد بن مسلمة، أرسله النبيّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في ثلاثين راكبًا إلى الْقُرَطاء، من بني أبي بكر بن كلاب، جناحية ضَرِيّة، بالبكرات، لعشر ليال خلون من المحرم، سنة

---

(١) "الفتح" ٩/ ٥١٨ - ٥١٩، كتاب "المغازي" رقم (٤٣٧٢).
(٢) قال في "الفتح": وروى ابن عائذ من مرسل قتادة قال: "بعث رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مناديًا ينادي، فنادى: يا خيل الله اركبي". انتهى.
(٣) راجع: "الكاشف عن حقائق السنن" ٩/ ٢٧٣٩.