للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الأول: أنه اهتزّ استبشارًا بقدوم روحه.

الثاني: أن المراد: اهتزاز حملة العرش، ومن عنده من الملائكة.

الثالث: أن المراد بالعرش: الذي وُضِع عليه. انتهى (١).

قال الجامع عفا الله عنه: لا يخفى ضعف القول الثالث، بل بطلانه؛ لأنه صحّ قوله - صلى الله عليه وسلم -: "اهتزّ عرش الرحمن لموت سعد"، متّفقٌ عليه، فتنبّه، والله تعالى أعلم.

(يَوْمَ الْخَنْدَقِ)؛ أي: يوم غزوة الخندق، وهي غزوة الأحزاب، سُمّيت بالخندق؛ لأجل الخندق الذي حُفِر حول المدينة بأمر النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، وسُمّيت بالأحزاب؛ لاجتماع طوائف من المشركين على حرب المسلمين، ذكر ابن سعد أنها كانت في ذي القعدة، وذكر موسى بن عقبة أنها في شوال سنة أربع، وقال ابن إسحاق رَحِمَهُ اللهُ في شوال سنة خمس، وزعم أبو عمر وغيره: أن سعدًا مات بعد الخندق بشهر، وبعد قريظة بليال، قاله في "العمدة" (٢).

قال الجامع عفا الله عنه: سيأتي تمام البحث في هذه الغزوة قريبًا في "باب غزوة الأحزاب" - إن شاء الله تعالى -.

(رَمَاهُ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ) قال القرطبيّ رَحِمَهُ اللهُ في "تفسيره": واختُلِف فيمن رماه، فقيل:

رماه حِبَّان بن قيس بن الْعَرِقة، أحد بني عامر بن لؤيّ، فلمّا أصابه قال له: خُذها، وأنا ابن العَرِقة، فقال له سعد: عَرَّق الله وجهك في النار، وقيل: إن الذي رماه: خفاجة بن عاصم بن حبان، وقيل: بل الذي رماه: أبو أسامة الجشميّ، حليف بني مخزوم. انتهى (٣).

قال الجامع عفا الله عنه: ما في "الصحيح" أصحّ، وهو أن الذي رماه هو الذي (يُقَالُ لَهُ: ابْنُ الْعَرِقَةِ) هو: حِبّان - بكسر الحاء المهملة، وتشديد الموحّدة - ابن الْعَرِقَة - بفتح العين المهملة، وكسر الراء، ثمّ قاف - قال


(١) "عمدة القاري شرح صحيح البخاريّ" ٧/ ١٢٦.
(٢) "عمدة القاري شرح صحيح البخاريّ" ٧/ ١٢٧.
(٣) "الجامع لأحكام القرآن" ١٤/ ١٣٥.