للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

يكون معربًا منصوبًا على الظرفيّة، كما تقدّم في قول ابن مالك رَحِمَهُ اللهُ في "خلاصته":

وَقَبْلَ فِعْلٍ مُعْرَبٍ أَوْ مُبْتَدَا … أَعْرِبْ وَمَنْ بَنَى فَلَنْ يُفَنَّدَا

وقوله: (عَنِ الأَحْزَابِ)؛ أي: عن غزوة الأحزاب، وسُمّيت بذلك؛ لاجتماع طوائف من المشركين على حرب المسلمين، وهم قريشٌ، وغطفان، واليهود، ومن تبعهم، وتسمّى بالخندق أيضًا، وكانت في شوّال سنة أربع من الهجرة، وقيل: سنة خمس، وسيأتي تمام البحث في هذا في بابه - إن شاء الله تعالى. ("أَنْ لَا يُصَلِّيَنَّ أَحَدٌ الظُّهْرَ) هكذا في رواية مسلم بلفظ: "الظهر ووقع في رواية البخاريّ بلفظ: "العصر".

قال في "الفتح": قوله: "لا يصلينّ أحدٌ العصرَ" كذا وقع في جميع النسخ عند البخاريّ، ووقع في جميع النسخ عند مسلم: "الظهر"، مع اتفاق البخاريّ ومسلم على روايته عن شيخ واحد، بإسناد واحد، وقد وافق مسلمًا أبو يعلى، وآخرون، وكذلك أخرجه ابن سعد، عن أبي عِتبان مالك بن إسماعيل، عن جويرية، بلفظ: "الظهر"، وابن حبان، من طريق أبي عتبان كذلك، قال الحافظ: ولم أره من رواية جويرية إلا بلفظ: "الظهر"، غير أن أبا نعيم في "المستخرج" أخرجه من طريق أبي حفص السلميّ، عن جويرية، فقال: "العصر وأما أصحاب المغازي: فاتفقوا على أنها العصر.

قال ابن إسحاق: لَمّا انصرف النبيّ - صلى الله عليه وسلم - من الخندق، راجعًا إلى المدينة، أتاه جبريل الظُّهر، فقال: إن الله يأمرك أن تسير إلى بني قريظة، فأمر بلالًا، فأذّن في الناس: من كان سامعًا مطيعًا، فلا يصلينّ العصر إلا في بني قريظة، وكذلك أخرجه الطبرانيّ، والبيهقيّ في "الدلائل" بإسناد صحيح إلى الزهريّ عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك، عن عمه عبيد الله بن كعب: "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لَمّا رجع من طلب الأحزاب، وجَمَع عليه اللَّأْمَة، واغتَسَل، واستجمر، تبدَّى له جبريل، فقال: عَذِيرَك من محارب (١)، فَوَثَبَ فَزِعًا، فعَزَم


(١) قال ابن الأثير رَحِمَهُ اللهُ: يقال: عَذِيرَكَ من فلان بالنصب؛ أي: هات من يعذُرك فيه، فعيلٌ بمعنى فاعل. انتهى. "النهاية" ٣/ ١٩٧.