للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

خُزَاعيّ، وهو الذي كان يعبد الشعرى، وكان أبوه من الرضاعة يُدْعَى أبا كبشة، وهو الحارث بن عبد العزى السعديّ، قال القاضي: وقال مثل هذا كله محمد بن حبيب البغداديّ، وزاد أبو نصر ابن ماكولا، فقال: وقيل: أبو كبشة عمّ والد حليمة مرضعته - صلى الله عليه وسلم -. انتهى (١).

وقال في "الفتح": "أَمِرَ" الأولُ بفتح الهمزة، وكسر الميم، والثاني بفتح الهمزة، وسكون الميم، وحَكَى ابن التين أنه رُوي بكسر الميم أيضًا، وقد قال كراع في "المجرد": وَرَعٌ أَمِر بفتح، ثم كسر؛ أي: كثير، فحينئذ يصير المعنى: لقد كثُر كثيرُ ابنُ أبي كبشة، وفيه قلق، وفي كلام الزمخشريّ ما يُشعر بأن الثاني بفتح الميم، فإنه قال: أَمَرَةٌ، على وزن بَرَكة: الزيادة، ومنه قول أبي سفيان: "لقد أَمِرَ أَمَرُ محمد". انتهى، قال الحافظ: هكذا أشار إليه شيخنا شيخ الإسلام سراج الدين في "شرحه"، وردّه، والذي يظهر لي أن الزمخشريّ إنما أراد تفسير اللفظة الأولى، وهي "أَمِرَ" بفتح، ثم كسر، وأن مصدرها أَمَرٌ، بفتحتين، والأمر بفتحتين: الكثرة، والعظم، والزيادة، ولم يُرِد ضبط اللفظة الثانية، والله أعلم. انتهى (٢).

وقوله: (أَمْرُ ابْنِ أَبِي كبْشَةَ) أراد به النبيّ - صلى الله عليه وسلم -؛ لأن أبا كبشة أحد أجداده، وعادة العرب إذا انتقصت نَسَبت إلى جدّ غامض، قال أبو الحسن النسابة الجرجانيّ: هو جدّ وَهَب جدّ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - لأمه، وهذا فيه نظر؛ لأن وهبًا جدّ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - اسم أمه عاتكة بنت الأوقص بن مرّة بن هلال، ولم يقل أحدٌ من أهل النسب أن الأوقص يكنى أبا كبشة، وقيل: هو جدّ عبد المطلب لأمه، وفيه نظر أيضًا؛ لأن أم عبد المطلب سَلْمَى بنت عمرو بن زيد الخزرجيّ، ولم يقل أحد من أهل النسب: إن عمرو بن زيد يكنى أبا كبشة، ولكن ذكر ابن حبيب في "المجتبى" جماعةً من أجداد النبيّ - صلى الله عليه وسلم - من قِبَل أبيه، ومن قِبَل أمه، كلُّ واحد منهم يكنى أبا كبشة، وقيل: هو أبوه من الرضاعة، واسمه الحارث بن عبد العزى، قاله أبو الفتح الأزديّ، وابن ماكولا.


(١) "إكمال المعلم" ٦/ ١٢٢، و"شرح النوويّ" ١٢/ ١١٠ - ١١١.
(٢) "الفتح" ٩/ ٧٣٣ - ٧٣٤، كتاب "التفسير" رقم (٤٥٥٣).