على أن صِدْق اسمه "محمَّد" عليه يمنعه من نقض العهد، وترك القيام بحقّ من له حقّ، فكأنه قال: لو فعلت ذلك لَمَا استحققت أن أسمّى محمدًا، ولا أحمد؛ إذ كلاهما مأخوذ من الحمد، ويدلّ على صحة هذا التأويل قوله:"المحيا محياكم، والممات مماتكم": أني لا أفارقكم حياتي ولا موتي، وبكاء الأنصار إنما كان فرحًا، وصبابة برسول الله - صلى الله عليه وسلم -. انتهى (١).
[تنبيه]: رواية بهز، عن سليمان بن المغيرة هذه ساقها الإمام أحمد - رحمه الله - في "مسنده" مقرونة برواية هاشم بن القاسم، فقال:
(١٠٩٦١) - حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، ثنا بهز، وهاشم، قالا: ثنا سليمان بن المغيرة، عن ثابت، قال هاشم: قال: حدّثني ثابت البنانيّ، ثنا عبد الله بن رباح، قال: وَفَدَتَ وُفودٌ إلى معاوية، أنا فيهم، وأبو هريرة، في رمضان، فجعل بعضنا يصنع لبعض الطعام، قال: وكان أبو هريرة يُكثر ما يدعونا، قال هاشم: يكثر أن يدعونا إلى رحله، قال: فقلت: ألا أصنع طعامًا، فأدعوَهم إلى رحلي، قال: فأمرت بطعام يُصْنَعُ، ولقيت أبا هريرة من العشاء، قال: قلت: يا أبا هريرة الدعوة عندي الليلة، قال: أسبقتني؟ قال هاشم: قلت: نعم، قال: فدعوتهم، فهم عندي، قال أبو هريرة: ألا أعلمكم بحديث من حديثكم، يا معاشر الأنصار، قال: فذكر فتح مكة، قال: أقبل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فدخل مكة، قال: فبعث الزبير على إحدى الْمُجَنِّبتين، وبعث خالدًا على المجنبة الأخرى، وبعث أبا عبيدة على الْحُسّر، فأخذوا بطن الوادي، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - في كتيبته، قال: وقد وَبَّشت قريش أوباشها، قال: فقالوا: نُقَدِّم هؤلاء، فإن كان لهم شيء كنا معهم، وإن أصيبوا أعطينا الذي سُئِلْنا، قال: فقال أبو هريرة: فنظر، فرآني، فقال:"يا أبا هريرة"، فقلت: لبيك رسول الله، قال: فقال: "اهتف لي بالأنصار، ولا يأتيني إلا أنصاريّ"، فهتفت بهم، فجاؤوا، فأطافوا برسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "تَرَون إلى أوباش قريش، وأتباعهم؟ - ثمَّ قال بيديه: إحداهما على الأخرى - حصدًا، حتى توافوني بالصفا"، قال: فقال أبو هريرة: فانطلقنا، فما يشاء أحد