للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

(خَرَجْتُ أَنَا وَأَبِي)؛ أي: من المدينة إلى بدر، وقوله: (حُسَيْلٌ) بالرفع على بدل، أو عطف بيان لـ "أبي"، قال النوويّ - رَحِمَهُ اللهُ -: وهو: حُسَيل - بحاء مضمومة، ثم سين مفتوحة مهملتين، ثم ياء، ثم لام - ويقال له أيضًا: حِسْل - بكسر الحاء، وإسكان السين - وهو والدُ حُذَيفة، واليمان لقب له، والمشهور في استعمال المحدثين أنه اليمان، بالنون، من غير ياء بعدها، وهي لغة قليلة، والصحيح اليماني، بالياء، وكذا عمرو بن العاص، وعبد الرحمن بن أبي الموالي، وشدّاد بن الهادي، والمشهور للمحدثين حذف الياء، والصحيح إثباتها. انتهى (١).

قال الجامع عفا الله عنه: قد أشار ابن مالك - رَحِمَهُ اللهُ - إلى هذه القاعدة في "الخلاصة" حيث قال:

وَحَذْفُ يَا الْمَنْقُوصِ ذِي التَّنْوِينِ مَا … لَمْ يُنْصَبَ اوْلَى مِنْ ثُبُوتٍ فَاعْلَمَا

وَغَيْرُ ذِي التَّنْوِينِ بِالْعَكْسِ وَفِي … نَحْوِ "مُرٍ" لُزُومُ رَدِّ الْيَا اقْتُفِي

وقال القاضي عياض - رَحِمَهُ اللهُ -: قوله: "وأبي حُسيلٌ" كذا صوابه مرفوعًا على البدليّة، وهو اسم اليمان، والد حُذيفة - رضي الله عنهما -، وهو رواية ابن أبي جعفر، ورواه الصدفيّ، عن العذريّ: "حسرًا"، ورواه أبو بحر: "حسيرًا" بالراء مكان "حُسل"، وكلاهما وَهَمٌ، وإنما سُمّي اليمان؛ لأنه أصاب دمًا في قومه، ففرّ إلى المدينة، فحالف بني عبد الأشهل، فسمّاه قومه اليمان؛ لحِلْفه اليمانية، وقيل: بل سُمّي بذلك، لأنه اسم جدّه الأعلى، وهو حُذيفة بن حُسيل بن جابر بن ربيعة بن عمرو بن اليمان الْعَبْسيّ. انتهى (٢).

وكتب الأبيّ - رَحِمَهُ اللهُ - بعد نقله كلام عياض هذا ما نصّه: يعني باليمانية: الأنصار؛ لأنهم ليسوا من مَعَدّ، وتقدّم أن العرب عربان: يمنيّة، ومعَدّيّةٌ، والمعديّة ما كان من ذرّيّة إسماعيل - عليه السلام -، واليمنيّة غيرهم. انتهى (٣).

(قَالَ) حذيفة - رضي الله عنه - (فَأَخَذَنَا كُفَّارُ قُوَيْشٍ)، وفي رواية الحاكم في "المستدرك": "أخذ حذيفةَ وأباه المشركون قبل بدر، فأرادوا أن يقتلوهما،


(١) "شرح النوويّ" ١٢/ ١٤٤.
(٢) "إكمال المعلم" ٦/ ١٥٨.
(٣) "شرح الأبيّ" ٥/ ١٢٩.