وذكر ابن سعد أن قَتْله كان في ربيع الأول، من السنة الثالثة. انتهى (١).
وقال ابن إسحاق: وكان من حديث كعب بن الأشرف: أنه لما أُصيب أصحاب بدر، وقَدِمَ زيد بن حارثة إلى أهل السافلة، وعبد الله بن رواحة إلى أهل العالية، بِشَيرَيْن، بعثهما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى من بالمدينة من المسلمين، بفتح الله عز وجل عليه، وقَتْل مَن قُتِل من المشركين، كما حدّثني عبد الله بن المغيث بن أبي بردة الظَّفَريّ، وعبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، وعاصم بن عُمر بن قتادة، وصالح بن أبي أمامة بن سهل، كلٌّ قد حدّثني بعض حديثه، قالوا: قال كعب بن الأشرف - وكان رجلًا من طَيِّئ، ثم أحد بني نَبْهان، وكانت أمه من بني النضير - حين بلغه الخبر: أحَقٌّ هذا؟ أترون محمدًا قتل هؤلاء الذين يُسَمِّي هذان الرجلان؟ - يعني: زيدًا وعبد الله بن رواحة - فهؤلاء أشراف العرب، وملوك الناس، والله لئن كان محمد أصاب هؤلاء القوم لَبَطْنُ الأرض خير من ظهرها.
فلما تيقن عدوّ الله الخبر، خرج حتى قدم مكة، فنزل على المطلب بن أبي وداعة بن ضبيرة السهميّ، وعنده عاتكة بنت أبي العيص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف، فأنزلته، وأكرمته، وجعل يُحَرِّض على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ويُنشد الأشعار، ويبكي أصحاب القليب من قريش، الذين أصيبوا ببدر فقال [من الكامل]: