للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ووضع يده في العمل معهم، مستعجلين، يبادرون قدوم العدوّ، وعند موسى بن عقبة: أنهم أقاموا في عمله قريبًا من عشرين ليلة، وعند الواقديّ أربعًا وعشرين، وفي "الروضة" للنوويّ خمسة عشر يومًا، وفي "الهدي" لابن القيِّم: أقاموا شهرًا (١).

(وَنَنْقُلُ التُّرَابَ عَلَى أَكْتَافِنَا) بفتح الهمزة: جمعُ كَتِفٍ، كفَرِحٍ، ويجوز تخفيفه، كمِثْلٍ، وَحَبْلٍ، وفي رواية البخاريّ: "على أكتادنا"، قال في "الفتح": بالمثناة: جمع كَتِدٍ، بفتح أوله، وكسر المثناة، وهو ما بين الكاهل إلى الظهر، وفي حديث أنس: "على متونهم"، والمتن مُكتنِف الصُّلب بين اللحم والعَصَب، وَوَهِم ابن التين، فعزا هذه اللفظة لحديث سهل بن سعد، ووقع في بعض النسخ: "على أكبادنا" بالموحّدة، وهو مُوَجَّه على أن يكون المراد به: ما يلي الْكَبِد من الجنب. انتهى (٢).

(فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "اللَّهُمَّ لَا عَيْشَ)؛ أي: لا عيش باقٍ، أو لا عيش مطلوب (إِلَّا عَيْشُ الآخِرَةِ)، قال ابن بطال: هو قول ابن رواحة؛ يعني: تمثَّل به النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، ولو لم يكن من لفظه لم يكن بذلك النبيّ - صلى الله عليه وسلم - شاعرًا. قال: وإنما يسمى شاعرًا مَنْ قَصَده، وعَلِم السبب، والوتد، وجميع معانيه من الزحاف، ونحو ذلك، قال الحافظ: كذا قال، وعِلْمُ السبب، والوتدِ إلى آخره، إنما تلقَّوه من العَروض التي اختَرَع ترتيبها الخليل بن أحمد، وقد كان شِعر الجاهلية، والمخضرمين، والطبقة الأولى والثانية من شعراء الإسلام قبل أن يصنفه الخليل، كما قال أبو العتاهية: أنا أقْدَم من العروض؛ يعني: أنه نظم الشعر قبل وضعه، وقال أبو عبد الله بن الحجاج الكاتب:

قَدْ كَانَ شِعْرُ الْوَرَى قَدِيمًا … مِنْ قَبْلِ أَنْ يُخْلَقَ الْخَلِيلُ

وقال الداوديّ فيما نقله ابن التين: إنما قال ابن رواحة: "لَا هُمَّ إِنَّ الْعَيْشَ" بلا ألف ولام، فأورده بعض الرواة على المعنى، قال الحافظ: كذا قال، وحَمَله على ذلك ظنّه أنه يصير بالألف واللام غير موزون، وليس كذلك،


(١) "الفتح" ٩/ ١٨٥، كتاب "المغازي" رقم (٤٠٩٨).
(٢) "الفتح" ٩/ ١٨٥، كتاب "المغازي" رقم (٤٠٩٨).