للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وبالسند المتّصل إلى المؤلّف رحمه الله أوّل الكتاب قال:

[٤٦٦٧] (. . .) - (حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ، حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أنسٍ: أَنَّ أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم - كَانُوا يَقُولُونَ يَوْمَ الْخَنْدَقِ:

نَحْنُ الَّذِبنَ بَايَعُوا مُحَمَّدًا … عَلَى الإِسْلَامِ مَا بَقِينَا أَبَدًا

أَوْ قَالَ: عَلَى الْجِهَاد، شَكَّ حَمَّادٌ، وَالنَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ:

"اللَّهُمَّ إِنَّ الْخَيْرَ خَيْرُ الآخِرَهْ … فَاغْفِرْ لِلأَنْصَارِ وَالْمُهَاجِرَهْ").

رجال هذا الإسناد: خمسة:

١ - (مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمِ) بن ميمون السمين البغداميّ، مروزيّ الأصل، صدوقٌ فاضلٌ، ربّما وَهِم [١٠] (ت ٥ أو ٢٣٦) (م د) تقدم في "الإيمان" ١/ ١٠٤.

٢ - (بَهْزُ) بن أسد الْعَمّيّ، أبو الأسود البصريّ، ثقةٌ ثبتٌ [٩] مات بعد المائتين، أو قبلها (ع) تقدم في "الإيمان" ٣/ ١١٢.

٣ - (حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ) البصريّ، تقدّم قريبًا.

٤ - (ثَابِتُ) بن أسلم البنانيّ، أبو محمد البصريّ، تقدّم أيضًا قريبًا.

و"أنسٌ - رضي الله عنه -" ذُكر قبله.

وقوله: (نَحْنُ الَّذِينَ بَايَعُوا مُحَمَّدًا) قوله: "بايعوا" صلة "الذين"، فباعتباره ذُكِر بصيغة الماضي للجمع الغائبين، ولو كان باعتبار لفظ "نحن" لقيل: بايعنا، قاله في "العمدة" (١).

وقال القرطبيّ رحمه الله: قولهم: "نحن الذين بايعوا محمدًا على الجهاد ما بقينا أبدًا": تذكير منهم لأنفسهم بعهد البيعة، وتجديد منهم لها، وإخبار منهم له بالوفاء بمقتضاها، ولمّا سمع - صلى الله عليه وسلم - منهم ذلك أجابهم ببشارة: "لا عيش إلا عيش الآخرة"، وبدعاء: "فاغفر للأنصار والمهاجرة"، و"المهاجرة" أجراها صفة مؤنثة، على موصوف محذوف، فكأنه قال: للجماعة المهاجرة، الرواية: "والمهاجرة" بألف بعد الواو، وقبل اللام، وهو غير موزون؛ لأنه سجع، ولا


(١) "عمدة القاري" ١٧/ ١٧٨.