للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

يموت، وما منعني من الإجهاز عليه شيء، قد كنت قادرًا بعد أن قطعت رجليه، أن أجهز عليه، فقال عليّ - رضي الله عنه -: صدق، ضربت عنقه بعد أن قَطَع رجليه، فأعطى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - محمد بن مسلمة سيفه، ودرعه، ومِغْفره، وبيضته، فكان عند آل محمد بن مسلمة سيفه فيه كتاب لا يُدْرَى ما هو؟ حتى قرأه يهوديّ من يهود تيماء، فإذا فيه: هذا سيفُ مَرْحب مَن يَذُقه يَعْطَبْ. انتهى (١)

قال الجامع عفا الله عنه: لكن الواقديّ ضعيف، لا تُعارض روايته ما في "الصحيح"، فما في "الصحيح" من أن قاتل مرحب هو عليّ بن أبي طالب - رضي الله عنه - هو الصحيح، ولا حاجة إلى الجمع بين الروايتين، إذ لا تعارض بين الصحيح والضعيف، فتبصّر، والله تعالى أعلم.

(ثُمَّ كَانَ الْفَتْحُ)؛ أي: فَتْح خيبر (عَلَى يَدَيْه)؛ أي: على يدي عليّ - رضي الله عنه -، كما قال - صلى الله عليه وسلم -: "يفتح الله على يديه".

وقوله: (قَالَ إِبْرَاهِيمُ) هو إبراهيم بن محمد بن سفيان، أبو إسحاق النيسابوريّ المتوفّى سنة (٣٠٨ هـ) تلميذ الإمام مسلم، راوي هذا الكتاب عنه، تقدّمت ترجمته في "المقدّمة" ٦/ ٧٣.

وغرضه بهذا بيان علوّ إسناده الذي ذكره على إسناده من طريق مسلم، فإنه وصل إلى عكرمة بواسطتين: محمد بن يحيى، وعبد الصمد بن عبد الوارث، بينما وصل إليه من طريق مسلم بثلاث وسائط: مسلم، وأبو بكر بن أبي شيبة، وهاشم بن القاسم في السند الأول، ومسلم، وإسحاق بن إبراهيم، وأبو عامر العقديّ في السند الثاني.

والحاصل أن فائدة ذكر إبراهيم بن محمد هذا الإسناد بيان العلوّ له فيه، بخلاف ما في إسناد مسلم، والله تعالى أعلم.

(حَدَّثنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى) بن عبد الله بن خالد بن فارس بن ذؤيب الذّهْليّ النيسابوريّ، ثقةٌ [حافظ جليلٌ ١١] (ت ٢٥٨) وله (٨٦) سنةً (خ ٤) تقدّمت ترجمته في "المقدّمة" ٦/ ٧٣.

[تنبيه]: كون محمد بن يحيى هنا هو الذهليّ هو الظاهر، فما ذكره بعض


(١) "مغازي الواقديّ" ١/ ٦٥٦.