عليه النبيّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في غير ما حديث، فقال لعائشة - رضي الله عنها -: "عليك بالرفق، وإياك والعنف"، متَّفقٌ عليه، وعن عائشة - رضي الله عنها -، عن النبيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال:"إن الرفق لا يكون في شيء إلَّا زانه، ولا يُنزع من شيء إلَّا شانه"، رواه مسلم.
٢ - (ومنها): بيان أن قول الحقّ، وذِكْر فضل ذوي الفضل مرغّبٌ فيه مع العدوّ والصديق، فلا ينبغي للإنسان أن يَستر فضل أهل الفضل، ويمتنع منه لعداوة بينهما ونحوها.
٣ - (ومنها): أن فيه فضل عائشة - رضي الله عنها -، ومدى ورعها، ومحبّتها للنبيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، حيث لَمْ تمتنع من نشر حديثه لإساءة ذلك الأمير تجاهها حيث قتل أخاها، وأحرقه بالنار، والله تعالى أعلم.
وبالسند المتّصل إلى المؤلِّف - رَحِمَهُ اللهُ - أَوَّل الكتاب قال:
١ - (مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمِ) بن ميمون السمين، ذُكر قبل باب.
٢ - (ابْنُ مَهْدِيٍّ) هو: عبد الرَّحمن، تقدّم قريبًا.
٣ - (جَرِيرُ بْنُ حَازِمِ) بن زيد، تقدّم قبل باب.
والباقون ذُكروا قبله.
[تنبيه]: رواية جرير بن حازم عن حرملة هذه ساقها أبو عوانة - رَحِمَهُ اللهُ - في "مسنده"، فقال:
(٧٠٢٥) - حدّثنا حمدان بن عليّ الورّاق، ومحمد بن صالح كَيْلجة، وهلال بن العلاء، قالوا: ثنا أبو سلمة موسى بن إسماعيل، قال: ثنا جرير بن حازم، قال: حدّثني حرملة بن عمران المصريّ، عن عبد الرَّحمن بن شْماسة الْمَهْريّ، قال: دخلت على عائشة أم المؤمنين، فقالت لي: ممن أنت؟ قلت: من أهل مصر، قالت: كيف وجدتم ابن حُديج في غَزاتكم هذه؟ فقلت: وجدناه خير أمير، ما مات لرجل منا عبد إلَّا أعطاه عبدًا، ولا بعير إلَّا أعطاه