للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

مسلم في الرواية الثانية. انتهى (١).

وقع في رواية للبخاريّ: "رجلًا من بني أَسْد" - بفتح الهمزة، وسكون السين المهملة - قال الحافظ - رَحِمَهُ اللهُ -: كذا وقع هنا، وهو يُوهِم أنه بفتح السين نسبة إلى بني أسد بن خُزيمة القبيلة المشهورة، أو إلى بني أسد بن عبد العزى بطنٍ من قريش، وليس كذلك، قال: وإنما قلت: إنه يوهِمه؛ لأنَّ الأزديّ تلازمه الألف واللام في الاستعمال، أسماءً، وأنسابًا، بخلاف بني أَسَدٍ، فبغير ألف ولام في الاسم، ووقع في رواية الأصيليّ هنا: "من بني الأسد" بزيادة الألف واللام ولا إشكال فيها مع سكون السين، وقد وقع في "الهبة" عن عبد الله بن محمد الجعفيّ، عن سفيان: "استَعْمَل رجلًا من الأزد"، وكذا قال أحمد، والحميديّ في "مسنديهما" عن سفيان، ومثله لمسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة، وغيره، عن سفيان، وفي نسخة بالسين المهملة بدل الزاي، قال: ثم وجدت ما يزيل الإشكال - إن ثبت - وذلك أن أصحاب الأنساب ذكروا أن في الأزد بطنًا يقال لهم: بنو أَسَد بالتحريك، يُنسبون إلى أسد بن شُرَيك - بالمعجمة مصغرًا - ابن مالك بن عمرو بن مالك بن فَهْم، وبنو فَهْم بطن شهير من الأزد، فَيَحْتَمِل أن ابن الأتبية كان منهم، فيَصِحّ أن يقال فيه: الأزدي - بسكون الزاي - والأسديّ - بسكون السين، وبفتحها - من بني أسد - بفتح السين - ومن بني الأزد، أو الأَسْد - بالسكون - فيهما لا غير، وذكروا ممن يُنْسَب كذلك: مُسَدّدًا شيخ البخاريّ. انتهى (٢).

(يُقَالُ لَهُ: ابْنُ اللُّتْبِيَّةِ) بضمّ اللام، وإسكان التاء، ومنهم من فتحها، قالوا: وهو خطأ، ومنهم من يقول: الأتبيّة، بضمّ الهمزة، وقيل: بفتحها، وكذا وقع في مسلم في رواية أبي كريب المذكورة بعد هذا، قالوا: وهو خطأ أيضًا، والصواب: اللُّتْبية بإسكانها، نسبة إلى بني لُتْب، قبيلة معروفة، واسم ابن اللتبية هذا: عبد الله. انتهى (٣).


(١) "شرح النوويّ" ١٢/ ٢١٩.
(٢) "الفتح" ١٦/ ٦٩٦ - ٦٩٧، كتاب "الأحكام" رقم (٧١٧٤).
(٣) "شرح النوويّ" ١٢/ ٢١٩.