ثم ظاهر هذا الحديث أن المعجزة وقعت بفوران الماء من بين أصابع النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، ولكن وقع في حديث البراء - رضي الله عنه - عند البخاريّ ما يدلّ على أن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - صبّ ماء وضوئه في البئر، فكثُر الماء فيها.
وجَمَع ابن حبّان بينهما بأن ذلك وقع مرتين.
ويَحْتَمل أن يكون الماء لَمّا تفجّر من بين أصابعه - صلى الله عليه وسلم -، ويده في الركوة، وتوضأوا كلّهم، وشرِبوا أَمَر حينئذ بصبّ الماء الذي بقي في الركوة في البئر، فتكاثر الماء فيها.
ووقع في رواية أبي الأسود، عن عروة، عند البيهقيّ في "دلائل النبوّة" أنه - صلى الله عليه وسلم - أمر بسهم، فوُضع في قعر البئر، فجاشت بالماء، قاله في "الفتح"(١).
والحديث متّفقٌ عليه، وقد مضى تمام البحث فيه، ولله الحمد والمنّة.
وبالسند المتّصل إلى المؤلّف - رحمه الله - أوّل الكتاب قال:
١ - (عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ) تقدّم قبل بابين.
٢ - (إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ) ابن راهويه، تقدّم في الباب الماضي.
٣ - (جَرِيرُ) بن عبد الحميد، تقدّم قريبًا.
٤ - (الأَعْمَشُ) سليمان بن مِهْران، تقدّم أيضًا قريبًا.
والباقيان ذُكرا قبله.
وقوله:(أَلْفًا وَأَرْبَعَمِائَةٍ) نَصب "ألفًا" خبرًا لـ "كان" المحذوفة؛ أي: كنّا ألفًا وأربعمائة، وهذا العدد يخالف العدد المذكور في الحديث الذي قبله، ويُجمع بأنهم كانوا ألفًا وأربعمائة، فمن اقتصر عليها ألغى الكسر، ومن قال: