للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وقد تقدّموا في أول الباب الماضي، وهو من رباعيّات المصنّف - رحمه الله -، وهو (٣٤٦) من رباعيّات الكتاب.

شرح الحديث:

(عَنِ ابْنِ عُمَرَ) - رضي الله عنهما - (أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - سَابَقَ)؛ أي: أمر بالسباق، أو أباحه، قال القرطبيّ - رحمه الله -: المسابقة: مفاعلة، ولا تكون إلا من اثنين، وذلك أن المتسابقين إذا جَعَلا غاية، وقصدا نحوها، فإن خيل كل واحد منهما يسابق صاحبه إليها. انتهى (١).

(بِالْخَيْلِ) وفي بعض النسخ: "بين الخيل"، (الَّتِي قَدْ أُضْمِرَتْ) بالبناء للمفعول، من الإضمار، ويجوز أيضًا أن يكون ضُمِّرت "من التضمير، يقال: ضَمَرَ الفرَسُ ضُمُورًا، من باب قَعَد، وضَمُر ضُمْرًا، مثلُ قَرُبَ قُرْبًا: دَقَّ، وقَلَّ لحمه، وضَمّرته، وأضمرته: أعددته للسِّبَاقِ، وهو أن تَعْلِفه قُوتًا بعد السِّمَنِ، فهو ضامرٌ، وخيلٌ ضامرةٌ، وضوامر، والْمِضمار: الموضع الذي تُضمر فيه الخيل، قاله الفيّوميّ (٢).

وقال القرطبيّ: إضمار الخيل هو أن تُسَمَّن، وتصان، ثم يُقَلّل عَلَفها، ثم يُجرى على التدريج، وتُجَلَّل؛ ليجفّ عرقها، فتتصلب بفعل ذلك بها، حتى يذهب لحمها، وتبقى فيها القوّة، والموضع الذي تضمّر فيه يسمى مضمارًا. انتهى (٣).

وقال في "الفتح": المراد بالإضمار: أن تُعْلَف الخيل حتى تَسْمَن، وتَقْوَى، ثم يُقَلَّل علفها بقدر القوت، وتُدخَل بيتًا، وتُغشَى بالجلال، حتى تَحْمَى، فتَعْرَق، فإذا جَفَّ عرقها خَفّ لحمها، وقَوِيَت على الْجَرْيِ. انتهى (٤).

(مِنَ الْحَفْيَاءِ) - بفتح الحاء المهملة، وسكون الفاء، ممدودًا، وزان حَمْراء، ويُقصَر -: موضع بظاهر المدينة، ويقال: بتقديم الياء على الفاء (٥).


(١) "المفهم" ٣/ ٧٠٠.
(٢) "المصباح المنير" ٢/ ٣٦٤.
(٣) "المفهم" ٣/ ٧٠٠.
(٤) "الفتح" ٧/ ١٤٧، كتاب "الجهاد" رقم (٢٨٧٠).
(٥) راجع: "المصباح" ١/ ١٤٣، و"القاموس" ص ٣٠٦.