للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قاله الفيّوميّ (١).

(مَخْطُومَةٍ)؛ أي: فيها خِطام، يقال: خطمه بالخطام: جعله على أنفه، والْخِطام ككتاب: كل ما وُضِع في أنف البعير ليُقتاد به، جمعه كَكُتُب، قاله المجد (٢)، وقال ابن الأثير - رحمه الله -: خِطام البعير أن يؤخذ حبْلٌ من لِيفٍ، أو شعر، أو كتّان، فيُجعل في أحد طرفه، حَلْقةٌ، ثم يُشدّ فيه الطرَفُ الآخر حتى يصير كالْحَلْقة، ثم يقاد البعير، ثم يُثَنَّى على مِخْطَمه، وأما الذي يُجعل في الأنف دقيقًا، فهو الزمام. انتهى (٣).

(فَقَالَ) الرجل (هَذِهِ) الناقة المخطومة (فِي سَبِيلِ اللهِ)؛ أي: صدقة للجهاد في إعلاء كلمة الله - عز وجل -، (فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -) وفي بعض النسخ: "فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -" ("لَكَ) خبر مقدّم لقوله: "سبعُمائة(بِهَا)؛ أي: بسبب حبسها، (يَوْمَ الْقِيَامَةِ سَبْعُمِائَةِ نَاقِةٍ كُلُّهَا مَخْطُومَةٌ") قال النوويّ - رحمه الله -: قيل: يَحْتَمِل أن المراد: له أجر سبعمائة ناقة، ويَحْتَمِل أن يكون على ظاهره، ويكون له في الجنّة بها سبعمائة، كل واحدة منهنّ مخطومة، يَرْكبهنّ حيث شاء للتنزه، كما جاء في خيل الجنّة، ونُجُبها (٤)، وهذا الاحتمال أظهر (٥)، والله تعالى أعلم.


(١) "المصباح المنير" ٢/ ٦٣١.
(٢) "القاموس المحيط" ص ٣٨١.
(٣) "النهاية في غريب الأثر" ص ٢٧٢.
(٤) أشار به إلى ما أخرجه الترمذيّ في "جامعه" ٤/ ٦٨٢ فقال:
(٢٥٤٤) - حدّثنا محمد بن إسماعيل بن سَمُرة الأحمسيُّ، حدّثنا أبو معاوية، عن واصل هو ابن السائب، عن أبي سورة، عن أبي أيوب، قال: أتى النبيّ - صلى الله عليه وسلم - أعرابي، فقال: يا رسول الله، إني أحب الخيل، أفي الجنة خيل؟ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن أُدخلت الجنة أُتيت بفرس، من ياقوتة، له جناحان، فحُملت عليه، ثم طار بك حيث شئت".
قال أبو عيسى: هذا حديث ليس إسناده بالقويّ، ولا نعرفه من حديث أبي أيوب إلا من هذا الوجه، وأبو سورة هو ابن أخي أبي أيوب، يُضَعَّف في الحديث، ضعّفه يحيى بن معين جدًّا، قال: وسمعت محمد بن إسماعيل يقول: أبو سورة هذا منكَر الحديث، يروي مناكير، عن أبي أيوب، لا يتابَع عليها. انتهى.
(٥) "شرح النوويّ" ١٣/ ٣٨.