للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قال المجد: الْكَتِفُ، كفَرِحٍ، ومِثْلٍ، وحَبْلٍ، جمعه كقِرَدَة، وأصحاب. انتهى (١).

[فائدة]: كلّ ما جاء على فَعِلٍ، وكان وسطه غير حرف حلق، ككَتِفٍ، يجوز فيه ثلاث لغات، أن يكون كالفَرِح بفتح، فكسر، وكالحَمْلِ، بفتح، فسكون، وكالْحِمْل، بكسر، فسكون، وأما إذا كان وسطه حرف حلق، فيجوز فيه أربع لغات، الثلاثة المذكورة، والرابعة كونه بكسرتين؛ إتباعًا لقوّة حرف الحلق، سواء كان اسمًا، كفَخِذٍ، أم فعلًا، كشَهِدَ، وقد نظمت ذلك بقولي:

إِذَا ثُلَاثِيٌّ أَتَى عَلَى فَعِلْ … بِفَتْحَةٍ فَكَسْرَةٍ فِيهِ نُقِلْ

فِي ضَبْطِهِ ثَلَاثَة كَالْكَتِفِ … بِفَتْحَةٍ فَكَسْرَةٍ فَلْتَقْتَفِ

ثُمَّ بِفَتْحٍ فَسُكُونٍ وَرَدَا … كَالْحَمْلِ وَالثَّالِثُ كَالرِّجْلِ بَدَا

بِكَسْرَةٍ ثُمَّ سُكُونٍ كُلُّ ذَا … إِنْ لَمْ يَكُنْ وَسَطُهُ حَلْقًا خُذَا

فَإِنْ يَكُنْ كَفَخِذٍ فَإِنَّهُ … يَزِيدُ رَابِعًا فَخُذْ بَيَانَهُ

بِكَسْرَتِيْنِ ثُمَّ ذَا الْحُكْمُ يَعُمّْ … سْمًا وَفِعْلًا مِثْلُ شِهْدَ فَلْتُؤُمّْ

و"الْكَتِفِ": عَظْم عَرِيضٌ، خلف المنكب، وهي مؤنّثةٌ، وتكون للناس، وغيرهم، كانوا يكتبون فيها لقلّة القراطيس عندهم، أفاده في "اللسان" (٢).

وقوله: (يَكْتُبُهَا) جملة في محل جرّ صفة لـ "كتف"، وفي بعض النسخ: "فكتبها"، ومعلّقه محذوف، تقديره "فيه"؛ أي: في ذلك الكتف. (فَشَكَا إِلَيْهِ) - صلى الله عليه وسلم - (ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ) وفي رواية للبخاريّ: "فجاء ابن أم مكتوم"، وفي رواية له: "وخلْفَ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - ابنُ أمّ مكتوم"، ويُجمع بأن معنى "جاء" أنه قام من مقامه خلف النبيّ - صلى الله عليه وسلم - حتى جاء مواجهه، فخاطبه.

وفي رواية للبخاريّ: "فجاء عبد الله ابن أم مكتوم"، وعند الترمذيّ من طريق الثوريّ، وسليمان التيميّ كلاهما عن أبي إسحاق، عن البراء: "جاء عمرو ابن أم مكتوم"، وقد نَبّه الترمذيّ على أنه يقال له: عبد الله، وعمرو، وأن اسم أبيه زائدة، وأن أم مكتوم أمه، قال الحافظ: واسمها عاتكة. انتهى،


(١) "القاموس المحيط" ص ١١١٣.
(٢) "لسان العرب" ٩/ ٢٩٤.