للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

عمرو بن سعد بن ذُبيان بن رشدان بن غَطَفان بن قيس بن جُهينة الْجُهَنيّ، حليف بني طريف بن الخزرج بن ساعدة بن كعب بن الخزرج، وهو بموحدتين مفتوحتين، بينهما مهملة ساكنة، ثم مهملة مفتوحة، ويقال له: بسبس بغير هاء، وهو قول ابن إسحاق وغيره، شَهِد بدرًا باتفاق، ووقع ذِكره في "صحيح مسلم" من حديث أنس قال: "بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بسبسة عينًا، ينظر ما صنعت عِير أبي سفيان. . ." فذكر الحديث في وقعة بدر، وهو بموحدتين، وزانُ فَعْلَلَة، وحَكَى عياض أنه في مسلم بموحدة مصغّر، ورواه أبو داود، ووقع عنده: بُسَيسة بصيغة التصغير، وكذا قال ابن الأثير إنه رآه في أصل ابن منده، لكن بغير هاء، والصواب الأول، فقد ذكر ابن الكلبيّ أنه الذي أراد الشاعر بقوله:

أَقِمْ لَهَا صُدُورَهَا يَا بَسْبَسُ … إِنَّ مَطَايَا الْقَوْمِ لَا تُحَبَّسُ (١).

وقال القرطبيّ - رحمه الله -: قوله: "بُسَيسَة" - بضم الباء بواحدةٍ، وفتح السين، وياء التصغير - هكذا رواه جميعُ رواة الحديث، وكذا وقع في كتاب مسلم، وأبي داود، والمعلومُ في كتاب السِّير: "بَسْبَس" بفتح الباء غير مصغّرٍ، وهو: بَسْبَسُ بن عمرو، ويقال: ابن بِشْرٍ، من الأنصار، وقيل: حليفهم، وأنشد ابنُ إسحاق في خبره:

أَقِمْ لَهَا صُدُورَهَا يَا بَسبَسُ … أَنْ تَرِدَ الماءَ بِمَاءِ أكيَسُ (٢)

وقوله: (عَيْنًا) منصوب على الحال، و"العين": الجاسوس؛ أي: حال كونه عينًا؛ أي: متجسّسًا، ورَقِيبًا، وقال القرطبيّ: "العين": الجاسوس، سُمّي به لأنه يُعاين، فيُخبِر مُرسله بما يراه، فكأنه عينه. انتهى (٣).

(يَنْظُرُ مَا صَنَعَتْ عِيرُ أَبِي سُفْيَانَ) يَحْتمل أن تكون "ما" موصولًا حرفيًّا، والمصدر المؤوّل مفعول "صنع"؛ أي: ينظر صنعَ عِيْره، ويَحْتَمِل أن تكون اسميًّا مفعول "صنعت"، والعائد محذوف؛ أي: صنعته عيره.

و"العير" - بكسر العين -: الإبل تَحْمِل الْمِيرة، ثمّ غَلَبَ على كلّ قافلة، قاله الفيّوميّ (٤).


(١) "الإصابة في تمييز الصحابة" ١/ ٢٨٨.
(٢) "المفهم" ٣/ ٧٣٤.
(٣) "المفهم" ٣/ ٧٣٥.
(٤) "المصباح المنير" ٢/ ٤٤٠.