للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

العلماء: معناه: أن الجهاد، وحضور معركة القتال طريق إلى الجنّة، وسبب لدخولها (١).

وقال القرطبيّ - رحمه الله -: قوله: "الجنَّةُ تحت ظلالِ السُّيوف": من الاستعارة البديعة، والألفاظ السَّهلة البليغة التي لا يُنسَجُ على منوالها، ولا يقدِرُ بليغ أن يأتيَ بمثالها؛ يعني بذلك: أن من خاض غَمَراتِ الحروب، وباشرَ حالَ المسايفة كان له جزاء الجنة، وهذا من باب قوله - صلى الله عليه وسلم -: "الجنَّة تحت أقدام الأمَّهات" (٢)؛ أي: مَن تذلَّل لهنَّ، وأطاعهنَّ وَصَل إلى الجنة، ودخلها. انتهى (٣).

وقال الطيبيّ - رحمه الله -: قوله: "تحت ظلال السيوف" هو كناية تلويحيّة عن إعلاء كلمة الله - عز وجل -، ونَصْر دينه، فإن "تحت ظلال السيوف" مُشعِر بكونها مُشْهَرة، غير مُغْمَدة، ثم هو مُشْعِر بكونها مرفوعة فوق رؤوس المجاهدين، كالمظلّات، ثم هو على التسايف، والتضارب في المعارك، ثم هو على إعلاء كلمة الله العليا، ونُصرة دينه القويم الموجبة لأن يُفتح لصاحبها أبواب الجنّة كلّها، ويُدعى أن يَدخُل من أيّ باب شاء، وهو أبلغ في الكرامة من أن يقال: الجنّة تحت ظلال السيوف، ومن ثمّ سلّم الرجل على أصحابه تسليم توديع، وكسر جَفْن سيفه، ومضى. انتهى (٤).

(فَقَامَ رَجُلٌ) قال صاحب "التنبيه": لا أعرفه. انتهى (٥). (رَثُّ الْهَيْئَةِ) "الرّثّ" - بفتح الراء، وتشديد الثاء المثلّثة، يقال: رَثّ الشيءُ يَرُثّ، من باب


(١) "شرح النوويّ" ١٣/ ٤٦.
(٢) الحديث بهذا اللفظ ضعيف، وقد أخرجه النسائيّ في "المجتبى" ٦/ ١١ بسنده عن معاوية بن جاهمة السلميّ، أن جاهمة جاء إلى النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا رسول الله، أردت أن أغزو، وقد جئت أستشيرك، فقال: "هل لك من أم؟ " قال: نعم، قال: "فالزمها، فإن الجنة تحت رجليها". انتهى، وهو حديث حسن.
(٣) "المفهم" ٣/ ٧٣٦.
(٤) "الكاشف عن حقائق السنن" ٨/ ٢٦٦٠ - ٢٦٧.
(٥) "تنبيه المعلم" ص ٣٣٠.