للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الصِّمّة، وحرام بن مِلْحان، ورافع بن بُديل بن ورقاء، وعروة بن أسماء، وعامر بن فُهيرة، وغيرهم، من خيار المسلمين.

وكذلك أخرج هذه القصة موسى بن عقبة، عن ابن شهاب، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك، ورجال من أهل العلم نحوه، لكن لم يسمّ المذكورين، ووصله الطبريّ من وجه آخر عن ابن شهاب، عن ابن كعب بن مالك، عن كعب، ووصلها أيضًا ابن عائذ من حديث ابن عباس، لكن بسند ضعيف، وهي عند مسلم من طريق حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس مختصرًا - يعني: هذا الحديث - ولم يسمّ أبا براء، بل قال: إن ناسًا.

ويمكن الجمع بينه وبين الذي في "الصحيح" بأن الأربعين كانوا رؤساء، وبقية العِدّة أتباعًا، ووَهِمَ من قال: كانوا ثلاثين فقط، وذكر البخاريّ في مرسل عروة أن عامر بن الطُّفيل أَسَرَ عمرو بن أمية يوم بئر معونة، وهو شاهد لمرسل ابن إسحاق. انتهى (١).

(فَقَالُوا)؛ أي: قال الأناس الذين جاءوا النبيّ - صلى الله عليه وسلم - (أَنِ ابْعَثْ) الظاهر أنّ "أن" زائدة للتوكيد؛ لأنها لا تكون مفسّرة إذا كان قبلها لفظ القول، كما هو مقرّر في موضعه من كتب النحو (٢)؛ أي: أرسل (مَعَنَا رِجَالًا) من المسلمين (يُعَلِّمُونَا) بحذف نون الرفع؛ لكونه مجزومًا جوابًا للأمر، و"نا" هو المفعول الأول، و"القرآن. . . إلخ" هو المفعول الثاني، وفي بعض النسخ: "يعلّمون" بنون الرفع، وعليها فالجملة صفة لـ "رجالًا"، والمفعول الأول محذوف، فتنبّه. (الْقُرْآنَ وَالسُّنَّةَ، فَبَعَثَ) - صلى الله عليه وسلم - (إِلَيْهِمْ سَبْعِينَ رَجُلًا مِنَ الأَنْصَارِ) قال القرطبيّ - رحمه الله -: هؤلاء السبعون هم الذين استُشْهِدوا ببئر مَعُونة، غَدَرَ بهم قبائلُ من سُليم مع عدوِّ الله عامر بن الطُّفيل، فاستصرخوا عليهم، فقتلوهم عن آخرهم غير رجلين، ولم يُصَب النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -، ولا المسلمون بمثلهم - رضي الله عنهم - (٣).

(يُقَالُ لَهُمُ الْقُرَّاءُ) سمّموا بذلك؛ للزومهم القراءة في آناء الليل، وأطراف


(١) "الفتح" ٩/ ١٧٣، كتاب "المغازي" رقم (٤٠٨٨).
(٢) راجع: "مغني اللبيب عن كتب الأعاريب" لابن هشام الأنصاريّ - رحمه الله - ١/ ٧٤ - ٧٥.
(٣) "المفهم" ٣/ ٧٤٠.