لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (١٦)} [هود: ١٥، ١٦].
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب. انتهى. وصححه ابن خُزيمة، وابن حبّان.
قال الجامع عفا الله عنه: الظاهر أن رواية الترمذيّ غير رواية مسلم، فالواقعتان مختلفتان؛ إذ السائل في رواية مسلم هو ناتل الشاميّ، وأما في رواية الترمذي، فهو شُفيّ الأصبحيّ، ويَحتَمِل أن تكونا متّحدتين، لكن الأول هو الظاهر، فتأمل، والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.
مسائل تتعلّق بهذا الحديث:
(المسألة الأولى): حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - هذا من أفراد المصنّف - رحمه الله -.
(المسألة الثانية): في تخريجه:
أخرجه (المصنّف) هنا [٤٣/ ٤٩١٥ و ٤٩١٦] (١٩٠٥)، و (الترمذيّ) في "الزهد" (٢٣٨٢)، و (النسائيّ) في "الجهاد" (٦/ ٢٣) و"الكبرى" (٥/ ٣٠ و ٦/ ٤٧٧)، و (أحمد) في "مسنده" (٢/ ٣٢١)، و (الحاكم) في "المستدرك" (٢/ ١٢٠)، و (أبو عوانة) في "مسنده" (٤/ ٤٨٩)، و (الطبريّ) في "تهذيب الآثار" (٢/ ٧٩٢)، والله تعالى أعلم.
(المسألة الثالثة): في فوائده:
١ - (منها): بيان وعيد من قاتل ليُقال: فلان جريء.
٢ - (ومنها): أن فيه دليلًا على تغليظ تحريم الرياء، وشدّة عقوبته.
٣ - (ومنها): الحثّ على لزوم الإخلاص في الأعمال، كما قال الله تعالى: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ (٥)} [البينة: ٥].
٤ - (ومنها): بيان أن العمومات الواردة في فضل الجهاد في سبيل الله تعالى، إنما هي لمن أراد به وجه الله تعالى.
٥ - (ومنها): أن الثناء الوارد على العلماء والمنفقين في وجوه الخيرات