للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الأعداء، وحزن الأولياء. قاله السنديّ - رحمه الله - (١).

وقال المناويّ - رحمه الله -: قيّد السؤال بالصدق؛ لأنه معيار الأعمال، ومفتاح بركاتها، وبه تُرجى ثمراتها. (بَلَّغَهُ) بتشديد اللام، (اللهُ مَنَازِلَ الشُّهَدَاءِ) مجازاةً له على صدق الطلب، وفي قوله: "منازل الشهداء" بصيغة الجمع مبالغةٌ ظاهرةٌ، (وَإِنْ مَاتَ عَلَى فِرَاشِهِ")؛ أي: وإن لم يُقتل في سبيل الله - عز وجل -.

وقال المناويّ: قوله: "وإن مات على فراشه أي: لأن كلًّا منهما نوى خيرًا وفَعَل ما يقدر عليه، فاستويا في أصل الأجر، ولا يلزم من استوائهما فيه من هذه الجهة استواؤهما في كيفيته وتفاصيله؛ إذ الأجر على العمل ونيّته يزيد على مجرد النية، فمن نوى الحجّ، ولا مال له يحج به يثاب دون ثواب من باشر أعماله، ولا ريب أن الحاصل للمقتول من ثواب الشهادة تزيد كيفيته وصفاته على الحاصل للناوي الميت على فراشه، وإن بلغ منزلة الشهيد، فهما وإن استويا في الأجر، لكن الأعمال التي قام بها العامل تقتضي أثرًا زائدًا، وقربًا خاصًّا، وهو فضل الله يؤتيه من يشاء، فعُلِم من التقرير أنه لا حاجة لتأويل البعض، وتكلّفه بتقدير "مِن" بعد قوله: "بلغه الله"، فأَعْطِ ألفاظ الرسول حقّها، وأنزلها منازلها يتبيّن لك المراد. قاله المناويّ - رحمه الله - (٢).

وفيه الحثّ على سؤال الشهادة بنيّة صادقة، وبيان فضل الصدق.

وقوله: (وَلَمْ يَذْكُرْ أَبُو الطَّاهِرِ) أحمد بن عمرو بن السرح، شيخه الأول (فِي حَدِيثِهِ)؛ أي: في روايته لهذا الحديث، ("بصِدْقٍ") هذا بيان للاختلاف الواقع بين شيخيه في ألفاظ الحديث، والله تعالى أعلم.

مسألتان تتعلّقان بهذا الحديث:

(المسألة الأولى): حديث سهل بن حُنيف - رضي الله عنه - هذا من أفراد المصنّف - رحمه الله -.

(المسألة الثانية): في تخريجه:

أخرجه (المصنّف) هنا [٤٦/ ٤٩٢٢] (١٩٠٩)، و (أبو داود) في "الصلاة"


(١) "حاشية السنديّ على النسائيّ" ٦/ ٣٧.
(٢) "فيض القدير على الجامع الصغير" للمناويّ ٦/ ١٤٤.