القاضي عياض: وقيل: بالعكس (١)، وقال ابن عبد البرّ: الغميصاء والرميصاء هي أم سُليم.
قال الحافظ: ويَرُدّه ما أخرجه أبو داود بسند صحيح، عن عطاء بن يسار، عن الرُّميصاء، أخت أم سليم، فذكر نحو حديث الباب.
ولأبي عوانة من طريق الدَّراورديّ عن أبي طُوالة، عن أنس: أن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - وضع رأسه في بيت بنت ملحان إحدى خالات أنس. ومعنى الرَّمَص، والْغَمَص متقارب، وهو اجتماع القذى في مؤخَّر العين، وفي هُدُبها، وقيل: استرخاؤها، وانكسار الجفن. انتهى.
[تنبيه]: اختُلِف في هذا الحديث، عن أنس، فمنهم من جعله من مسنده، ومنهم جعله من مسند أم حرام، والتحقيق أن أوّله من مسند أنس، وقصة المنام من مسند أم حرام، فإن أنسًا إنما حَمَل قصة المنام عنها، وقد وقع في أثناء هذه الرواية:"قالت: فقلت: يا رسول الله ما يضحكك؟ ".
(فَتُطْعِمُهُ) بضمّ أوله، من الإطعام، (وَكَانَتْ أُمُّ حَرَامٍ تَحْتَ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ) هذا ظاهره أنها كانت حينئذ زوج عبادة، وفي الرواية التالية:"فتزوّجها عُبادة بن الصامت بعدُ، فغزا في البحر"، ويُجمع بأن المراد بقوله هنا:"وكانت تحت عبادة. . . إلخ" الإخبار عما آل إليه الحالُ بعد ذلك، وهو الذي اعتمده النوويّ، وغيره، تبعًا للقاضي عياض.
قال الحافظ - رحمه الله -: لكن وقع في ترجمة أم حرام من "طبقات ابن سعد" أنها كانت تحت عبادة، فولدت له محمدًا، ثم خلف عليها عمرو بن قيس بن زيد الأنصاريّ النجاريّ، فولدت له قيسًا، وعبد الله، وعمرُو بن قيس هذا اتَّفَق أهل المغازي أنه استُشْهد بأُحد، وكذا ذكر ابن إسحاق أن ابنه قيس بن عمرو بن قيس استُشهد بأحد، فلو كان الأمر كما وقع عند ابن سعد لكان محمد صحابيًّا؛ لكونه وُلد لعبادة قبل أن يفارق أم حرام، ثم اتَّصَلت بمن وَلدت له قيسًا، فاستُشهد بأحد، فيكون محمد أكبر من قيس بن عمرو، إلا أن يقال: إن